يعلن مختصون صحيون أن فيروس نوروفيروس يعد من أكثر الفيروسات عدوى في فصل الشتاء، وهو المسؤول عن القيء الشديد مع أعراض أخرى كالإسهال المائي والغثيان وتقلصات المعدة. وتظهر الأعراض عادة خلال 12 إلى 48 ساعة من التعرض، وتتصاعد حالات الانتشار عندما يجتمع الناس في الأماكن المغلقة. وتنتقل العدوى عبر جزيئات فيروسية دقيقة تلتصق باليدين ومقابض الأبواب، كما يمكن أن تنتقل عبر الطعام الملوث أو الأسطح الملوثة أو الاتصال المباشر. وتؤكد المصادر أن الفيروس ليس نتيجة التسمم الغذائي فحسب، بل ينتشر بشكل واسع في الأماكن المزدحمة حتى في غياب تسلسل غذائي محدد.

تعريف الفيروس ونطاق انتشاره

يدخل نوروفيروس إلى الأمعاء الدقيقة عند بلعه، حيث يلتصق ببطانتها ويتكاثر بسرعة مسبباً التهاباً وإفرازات تؤثر في امتصاص السوائل والأملاح. وتؤدي هذه الآلية إلى تراكم السوائل في الأمعاء وتكوّن البراز المائي، وتحدث تقلصات بسبب انقباض عضلات الأمعاء. وتُعتبر القيء آلية إخراج طارئة لتسهيل خروج الفيروس من المعدة، إلا أنها تساهم في جفاف الجسم بسبب فقدان السوائل بشكل سريع.

لا يقتصر تأثير نوروفيروس على الالتهاب وحده، بل يغير أيضاً توازن الميكروبيوم في الأمعاء، حيث تشير الأبحاث إلى تقليل تنوع البكتيريا المعوية وزيادة بعض البكتيريا الضارة حتى بعد زوال الأعراض. وفي نماذج حيوانية للعدوى، يُظهر وجود أنواع معيّنة من البكتيريا في الأمعاء قدرة على التأثير في شدة العدوى أو تعزيز نمو الفيروس عبر عوامل مُعينة. كما أن وجود هذه الكائنات الدقيقة قد يؤثر في استجابة الجهاز المناعي ومكان وجودها في الأمعاء أثناء تعافي المصاب.

طرق التعافي والوقاية

يتعافى معظم الناس خلال يوم إلى ثلاثة أيام من الراحة وتناول رشفات قليلة من محلول جفاف فموي. ويوصي الطبيب باتباع نظام غذائي بسيط مثل الأرز والموز والخبز المحمص بعد توقف القيء لتسهيل عملية التعافي. كما ينصح بالبقاء في المنزل لمدة 48 ساعة بعد زوال الأعراض لتقليل احتمال انتشار العدوى. وتظل ممارسات النظافة الشخصية أساسية، مثل غسل اليدين بالصابون لمدة 20 ثانية واستخدام المطهرات وتنظيف الأسطح وتجنب الأطعمة النيئة أثناء وجود الأعراض.

وتؤكد الإرشادات الوقائية على غسل اليدين بالصابون لمدة 20 ثانية بشكل متكرر وتطهير الأسطح وتجنب مشاركة الأدوات مع المصابين أثناء وجود الأعراض. كما تُشدد على عدم مشاركة الأواني أو معدات الطعام مع المصابين حتى تمام الشفاء لتقليل احتمال نقل العدوى. وعند ظهور علامات للجفاف مثل جفاف الفم، والدوخة، وعدم التبول لعدة ساعات، أو استمرار الأعراض لدى الأطفال وكبار السن وذوي المناعة الضعيفة، يجب استشارة الطبيب.

شاركها.
اترك تعليقاً