يؤكد خبراء الجهاز الهضمي أن الإمساك حالة شائعة غالباً ما ترتبط بتغييرات في النظام الغذائي، أو نقص السوائل، أو الإجهاد، أو انخفاض النشاط البدني، أو استخدام أدوية مؤقتة. ويرجح أن يزول الإمساك عند اتباع نمط حياة صحي وتعديل العادات اليومية. غير أن هناك سؤالاً مهماً هو: هل يمكن أن يكون الإمساك غير المبرر علامة مبكرة على سرطان القولون؟
تطور سرطان القولون
يتطور سرطان القولون عادة بشكل صامت خلال المراحل الأولى، وتظل الأمعاء تضيق تدريجيًا مع نمو الورم. في كثير من الحالات لا تظهر أعراض واضحة في هذه الفترة. ومع مرور الأسابيع قد يغير الورم من نمط التبرز ويقل عدد مرات التبرز وتواصل الإحساس بعدم الإفراغ. يسعى الأطباء إلى متابعة أي تغير يستمر لأسابيع ويستدعي تقييمًا طبيًا مبكر.
علامات التحذير
تستمر التغيرات في الجهاز الهضمي وتصبح غير مستجيبة للعلاجات المعتادة، ما يستدعي فحصًا طبيًا. وتعد وجود دم في البراز وفقدان وزن غير مبرر من الإشارات الخطيرة المرتبطة بالإمساك. كما قد يصاحب الأمر ألم مستمر في البطن وتعب والتقيؤ وفقر الدم الناتج عن نقص الحديد. يجب الانتباه إلى هذه العلامات عند تغيّر العادات وتستمر لأيام أو أسابيع وتظهر مع تغير في نمط الإخراج.
عوامل الخطر والكشف المبكر
يؤكد الخبراء أن العمر عامل رئيسي، فالأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 45 عامًا أو لديهم تاريخ عائلي للإصابة بسرطان القولون والمستقيم أو وجود زوائد حميدة يحتاجون إلى تقييم مبكر عند تغير عادات التبرز. كما يشيرون إلى أن الكشف المبكر ضروري لتحديد المرض في مرحلة يكون فيها العلاج فعالاً غالباً. عند تشخيص إمساك حديث الظهور، يتبع المسار عادة تعديلات غذائية لزيادة الألياف ونصح شرب كميات كافية من السوائل مع أدوية إذا لزم الأمر. إذا لم يتحسن الأمر خلال 1 إلى 1.5 شهر، يصبح التقييم الإضافي ضرورياً.
الكشف المبكر والطرق المتبعة
الكشف المبكر عن سرطان القولون مهم، فوجود علامات تحذيرية يساعد الفحوص في تحديد المرض في بداياته حين تكون إمكانية الشفاء عالية. وتوضح المصادر أن منظار القولون هو الاختبار الأكثر شيوعاً لتقييم الأمعاء والكشف عن أي زوائد قبل التحول إلى أورام سرطانية. كما يوضح الأطباء أن إزالة الزوائد الحميدة قد تقي من تطور السرطان وتزيد فرص الشفاء عند مرحلة مبكرة. ينتقل التقييم من تغيّر في العادات إلى فحص طبي يشخص المرض بدقة ويحدد العلاج المناسب.
موجز عن سرطان القولون
ينشأ سرطان القولون من زوائد لحمية في البطانة الداخلية للقولون والمستقيم، وقد تتحول هذه الزوائد إلى أورام سرطانية مع التقدم في العمر. يمكن للأطباء إجراء فحوص للزوائد قبل تحولها إلى سرطان، كما تساعد الفحوصات في الكشف عن الزوائد السرطانية أيضاً. يعتبر المرض خطيراً، لكن استئصال الزوائد التي قد تتحول إلى سرطان قد يمنع تطوره في بعض الحالات.
أعراض إضافية وآفاق التطور
يتطور سرطان القولون عادة ببطء، ويستغرق نحو 10 سنوات حتى تتحول الزوائد الحميدة قبل السرطان إلى أورام قد تسبب أعراضاً. وعندما تظهر الأعراض تشهد عادة ألماً بالبطن وانتفاخاً وإحساساً بوجود براز في الأمعاء حتى بعد التبرز. تتفاوت الأعراض بحسب مكان الورم وتزداد المخاطر مع التأخر في الفحص وطلب الرعاية الطبية.


