يروى التاريخ أن بابا نويل مستوحى من القديس نيقولاوس، أسقف عاش في القرن الرابع الميلادي بمدينة ميرا في تركيا حاليًا. كان أسقفًا يرمز إلى رعاية الكنائس وإدارة إيبارشية معينة. كان معروفًا بأعماله الخيرية سرًا، خصوصًا في مساعدة الفقراء والأطفال. ومن أشهر القصص المرتبطة به القول بأنه كان يمد أكياس الذهب إلى البيوت لمساعدة الفتيات الفقيرات على الزواج.
انتقلت قصة القديس نيقولاوس إلى أوروبا فسُمّي سانتا كلوز في الثقافة الهولندية، ثم إلى بابا نويل في العالم العربي. مع مرور القرن التاسع عشر بدأت ملامح الشخصية الخيالية تتشكل مع القصائد والرسومات التي صوّرت رجلاً بدينًا، بشوشًا، يلبس ملابس حمراء. وساهمت الحملات الإعلانية العالمية، خاصة في القرن العشرين، في ترسيخ الصورة الحالية لبابا نويل وجعلها مرتبطة بالعيد في الوجدان الشعبي. وبمرور السنوات أصبحت الحكاية تتجاوز الدين لتصبح رمزًا عالميًا للفرح والعطاء.
المظهر واللون الأحمر
يُفسر الكثيرون أن اللون الأحمر ليس مجرد اختراع حديث، بل كان رمزًا دينيًا يرتديه الأساقفة القدماء، من بينهم القديس نيقولاوس. عقب ذلك، ساهمت الحملات الإعلانية العالمية في تثبيت الصورة الحالية لبابا نويل كرمز للكريسماس. تم تصويره في السنوات اللاحقة كرجل بدين، بشوش، يرتدي ملابس حمراء. هذه العناصر معًا جعلت اللون والزي جزءًا لا يتجزأ من الهوية المعاصرة للشخصية.
أصبح بابا نويل في العصر الحديث رمزًا عالميًا للبهجة والتسامح، لا يقتصر على سياق ديني. يظهر في الميادين والمولات والإعلانات وأفلام الأطفال ليؤدي دورًا نفسيًا في نشر الفرحة وتخفيف الضغوط. يرى علماء النفس أن الإيمان المؤقت به يعزز خيال الأطفال، ويخلق ذكريات سعيدة، ويمنحهم شعورًا بالأمان والدهشة. كما يساهم بابا نويل في سياق اجتماعي أوسع، فيسهم في إشاعة البهجة بين فئات متعددة من المجتمع.


