تؤكد خبيرة التنمية البشرية هبة شمندي أن الزواج الثاني غالبًا ما يظهر بنضج واستقرار أكبر من الزواج الأول عندما يقوم على وعي وخبرة حقيقية. كما أن فشل الزواج الأول لا يعني فشل الحياة الزوجية، بل يمثل درسًا عمليًا يسهل بناء علاقة أنجح في المرة التالية. وتوضح شمندي أن الزواج الثاني غالبًا ما يعتمد على اختيار واعٍ وليس اندفاعًا عاطفيًا أو ضغطًا اجتماعيًا، وهو ما ينعكس في استمرارية العلاقة.
أسباب نجاح الزواج الثاني
1. النضج النفسي والعاطفي. في الزواج الثاني يصبح الطرفان أكثر نضجًا وقدرة على فهم الذات والآخر، بعيدًا عن المثالية الزائدة التي تهيمن على الزواج الأول. يساعد هذا النضج في تقبل الاختلاف وتحديد الحدود والتعامل مع الخلافات بصورة أكثر هدوءًا.
2. وضوح التوقعات. أكبر أخطاء الزواج الأول هو غموض التوقعات، بينما في الزواج الثاني يعرف كل طرف ما يريد وما لا يقبله. هذا الوضوح يسهم في استقرار العلاقة وتجنب الصدامات القيمية.
3. تعلم دروس التجربة السابقة. التجربة السابقة تكشف الأخطاء الشائعة مثل سوء التواصل والتنازل الزائد، مما يساعد على تجنبها لاحقًا. كما يتيح ذلك بناء حوار أكثر فاعلية وتوازنًا في العلاقة.
4. اختيار الشريك بعقل لا بعاطفة فقط. في الزواج الثاني يقل الاعتماد على الانبهار الأول، ويزداد التركيز على التوافق الفكري والقيمي. هذا الاختيار المسؤول يعزز فرص استمرار العلاقة.
5. مهارات تواصل أفضل. مرّ من جرب زواجًا سابقًا يتعلم كيفية الحوار وحل الخلافات بهدوء. يساهم ذلك في تجنّب التصعيد وتحقيق تفاهم مستمر.
6. الاستقلالية العاطفية. عادةً لا يعتمد الزواج الثاني على التعلّق المرضي، بل على شراكة قائمة على الدعم المتبادل. هذا يمنح كل طرف مساحة أمان وحرية في النمو.
7. وعي أكبر بالمسؤوليات. يكون الطرفان أكثر إدراكًا لمسؤوليات الزواج، النفسية والمادية والأسرة. يساعد ذلك في تنظيم الأدوار وتوزيع الالتزامات بشكل واضح.
8. تقليل تدخلات الأهل. قد تقل تدخلات الأسرة في الحياة الزوجية الثانية، ما يوفر مساحة للنمو. هذا يعزز الاستقرار ويقلل المشاحنات الناتجة عن التدخلات الخارجية.
9. تقدير الاستقرار والخوف من الفقد. من مرّ بتجربة فشل سابق يعزّز تقدير الاستقرار ويرغب في الحفاظ عليه. هذا التقدير يدفع إلى الالتزام الواضح وتجنّب التهاون.
10. الرغبة الحقيقية في الاستمرار. عادةً ما يكون الهدف من الزواج الثاني هو حياة هادئة ومستقرة وليس مجرد تجربة. الالتزام نابع من رغبة صادقة في بناء أسرة متماسكة.
هل الزواج الثاني مناسب للجميع؟
تؤكد الخبيرة أن الزواج الثاني ليس حلاً سحريًا بل يحتاج إلى شروط عملية منها الشفاء من التجربة السابقة وعدم نقل الأخطاء إلى العلاقة الجديدة. كما يستلزم الفصل بين الشريك السابق والحالي والصدق من البداية لتحديد توقعات واقعية.
نصيحة خبيرة التنمية البشرية
تختتم الخبيرة حديثها بأن الزواج الثاني ليس تعويضًا عن فشل سابق، بل فرصة لاختبار نسخة أنضج من الذات. يبدأ النجاح في هذه التجربة من التصالح مع الماضي وعدم الهروب منه، مع الالتزام بنمو مستمر وتواصل صريح مع الشريك الجديد.


