توضح حركة “الظهر الصحي” في ألمانيا أن آلام الظهر لا تنجم عن سبب واحد بل عن تضافر عدة عوامل وسلوكيات تؤدي إلى إرهاق العضلات والمفاصل وتؤثر في عمود الفقري. وتشير إلى أن رفع الأغراض الثقيلة بطريقة غير صحيحة يسبب انحناءً غير صحيحاً وتحميلاً زائداً على الفقرات. كما تؤدي قلة الحركة وضعف العضلات الداعمة إلى زيادة الحساسية للألم مع أي مجهود، وتزداد المشكلة مع زيادة الوزن التي تضغط على الفقرات والمفاصل.
أسباب وآليات الألم
يُعَد رفع الأغراض الثقيلة بشكل غير صحيح من أبرز الأسباب، حيث يؤدي الانحناء الخاطئ أو التحميل الزائد على العمود الفقري إلى شد عضلي وتوتر في الفقرات. كما يلعب نمط الحياة الخامل دورًا رئيسيًا في ضعف العضلات الداعمة، ما يجعل الظهر أكثر عرضة للألم مع أي جهد بسيط. وتؤدي زيادة الوزن إلى ضغوط إضافية على الفقرات والمفاصل وتفاقم الألم، خاصة مع الحركة المحدودة والتحميل المستمر. وتؤكد الحركة الصحية أن الوضعيات غير الصحيحة للجسم، خاصة أثناء الجلوس الطويل أمام الكمبيوتر أو الهواتف المحمولة، تساهم في إجهاد مستمر يزداد مع مرور الوقت.
وضعيات الجلوس والوقوف الصحيحة
تشير الحركة الصحية إلى أن الجلوس المنحني وعدم وجود دعم كاف للظهر يؤدي إلى إجهاد مستمر في العضلات والمفاصل. كما أن الوقوف الطويل دون تغيير الوضعية يساند الألم ويزيده. وتبرز أهمية الحفاظ على جلوس مستقيم مع دعم أسفل الظهر ووقفات متغيرة خلال اليوم لتقليل المخاطر. كما أن النوم على مرتبة غير مناسبة قد يساهم في استمرار الألم وتفاقمه.
الراحة في الفراش والتوازن الحركي
توضح الحركة أن الراحة من النوم قد تخفف شداً عضلياً في المراحل الأولية، لكنها إذا طالت قد تؤخر التعافي وتزيد الألم خاصة إذا كان السبب انضغاطاً على الأعصاب أو مشكلات في أقراص العمود الفقري. وتؤكد أن البقاء في الفراش لوقت طويل يضعف العضلات ويقلل تدفق الدم، مما يعوق التعافي. لذلك تُوصَى بالعودة التدريجية إلى الحركة والنشاط بمجرد تحسن الحالة مع تجنب الحركات العنيفة أو المجهدة.
ممارسة الرياضة والوقاية
تشدد الممارسة الصحية على أهمية الرياضة في تقوية العضلات الأساسية التي تدعم العمود الفقري وتحسين مرونة المفاصل. كما تساهم الأنشطة البدنية في خفض الوزن الزائد، مما يقلل الضغط على الظهر ويخفف الأعراض. ويُنصح باختيار تمارين آمنة مثل المشي والسباحة التي تناسب معظم الأشخاص وتقلل الإجهاد على المفاصل. ويمكن إدراج تمارين تمدد بسيطة ضمن الروتين اليومي لتحسين المرونة وتخفيف التشنجات.
متى تكون الجراحة خياراً ضرورياً؟
تبين الحركة الصحية أن الوسائل التحفظية قد لا تكون كافية في بعض الحالات، لذا قد تكون الجراحة خياراً عندما تزداد الآلام بشكل ملحوظ، خصوصاً ليلاً أو أثناء الاستلقاء، أو إذا امتد الألم إلى ساق واحدة أو كلاهما. وتوضح أيضاً أن وجود ضعف أو تنميل أو وخز في الطرفين أو صعوبات في التحكم في الأمعاء أو المثانة يستدعي التقييم الطبي العاجل. وتؤكد الحركة الصحية أن الاستشارة الطبية المبكرة عند الشعور بالألم تساهم في منع تطوره إلى حالة مزمنة، وتبقى الوقاية عبر تبني نمط حياة نشط وتوازن وزن وتصحيح الوضعيات جزءاً أساسياً من العلاج.


