تشير دراسة أجرتها جامعة السوربون في باريس بالتعاون مع الوكالة الفرنسية للصحة العامة إلى أن استهلاك العصائر الطبيعية والمشروبات المحلاة يوميًا يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالسرطان. استمرت الدراسة لمدة خمس سنوات وشملت أكثر من 100 ألف شخص في فرنسا تتراوح أعمارهم حوالي 42 عامًا. تم تقييم تناولهم لأكثر من 3 آلاف عنصر غذائي وشراب مختلف، بما في ذلك العصائر الطبيعية والمشروبات المحلاة.
ووجد الباحثون أن شرب كوب من عصير الفواكه الطبيعي يوميًا، سواء كان طازجًا أو معبأ في زجاجة، يزيد من احتمالات الإصابة بالسرطان بنسبة 12 في المئة. بالإضافة إلى ذلك، تبين أن شرب الكمية نفسها من المشروبات المحلاة تزيد من خطر الإصابة بالسرطان بنسبة 19 في المئة.
وأوصى الأطباء بأهمية توجيه التوصيات الغذائية الحالية لتقليل استهلاك المشروبات السكرية، بما في ذلك العصائر الطبيعية. كما أشاروا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات سياسية مثل فرض الضرائب والقيود التسويقية المستهدفة للحد من استهلاك المشروبات السكرية، والتي يمكن أن تساهم في الحد من حالات الإصابة بالسرطان.
وقد انتقد الخبراء التسويق الواسع لعصير الفواكه كمنتج “صحي” في جميع أنحاء العالم، محذرين من أنه يحتوي على نسب عالية من السكر. وأكدوا أن عصائر الفواكه الطبيعية، على الرغم من طبيعتها الطبيعية، يمكن أن تكون ضارة إذا تم استهلاكها بكميات كبيرة، وتشبه في هذا الشأن المشروبات الغازية.
علاوة على ذلك، أظهرت الدراسة أن الأفراد النحيفين يمكن أن يواجهوا مخاطر متزايدة إذا استهلكوا المشروبات السكرية أو العصائر الطبيعية، مما يشير إلى أن العلاقة بين تناول المشروبات السكرية وخطر الإصابة بالسرطان ليست مرتبطة فقط بزيادة الوزن.
مع ذلك، يجب أن يتم إجراء المزيد من البحوث لتحديد العلاقة السببية بين استهلاك المشروبات المحلاة ونمو السرطان.