أظهرت دراسة علمية حديثة نُشرت في دورية جمعية القلب والأوعية الدموية البريطانية أن احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية الخطيرة يزداد في بداية أسبوع العمل أكثر من أي وقت آخر. وقد قام الباحثون بتحليل بيانات 10528 مريضًا تم إدخالهم إلى المستشفى في الفترة من عام 2013 إلى عام 2018 ولاحظوا ارتفاعًا مفاجئًا في معدلات النوبات القلبية واحتشاء عضلة القلب في بداية أسبوع العمل، بالإضافة إلى زيادة في حدوث نوع محدد من النوبات القلبية المعروف بـ STEMI والتي تحدث عندما يحدث انسداد كامل في إحدى الشرايين التاجية التي تمد عضلة القلب بالدم.
وعلى الرغم من ذلك، فإن الباحثين لم يتمكنوا حتى الآن من تفسير سبب حدوث هذه الظاهرة بشكل كامل، ولكن الدراسات السابقة تشير إلى أن احتمالية حدوث النوبات القلبية في أول أيام أسبوع العمل قد تكون مرتبطة بإيقاع الساعة البيولوجية ودورة النوم والاستيقاظ في الجسم.
ويشير الباحثون إلى أنه من الضروري تقييم وعلاج هذه الحالات بشكل عاجل لتقليل الضرر الذي يمكن أن يلحق بالقلب. يعتبر وقت الصباح، خاصة بين الساعة 6 صباحًا والظهيرة، هو الوقت الأكثر شيوعًا لحدوث النوبات القلبية، ويرجع ذلك إلى عوامل مثل ارتفاع ضغط الدم ومستويات الأدرينالين المرتفعة وزيادة نشاط الصفائح الدموية خلال هذا الوقت.
وفي الأشهر الباردة، تكون النوبات القلبية أكثر شيوعًا، حيث يمكن أن تؤثر درجات الحرارة الباردة على انقباض الأوعية الدموية وزيادة الضغط على القلب. ومع ذلك، يجب التأكيد على أن النوبات القلبية قد تحدث في أي وقت وأن هناك تباينًا كبيرًا بين الأفراد فيما يتعلق بعوامل الخطر والإصابة بالنوبة القلبية.
جنب المخاطر المرتبطة بحدوث النوبة القلبية
لتجنب المخاطر المرتبطة بحدوث النوبة القلبية، يمكن اتخاذ عدة إجراءات وقائية. هنا بعض النصائح التي يمكن اتباعها:
1. الحفاظ على نمط حياة صحي: ينصح بتبني نمط حياة صحي يتضمن اتباع نظام غذائي متوازن ومتنوع، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام. كما يجب تجنب التدخين وتقليل تناول الكحول.
2. مراقبة ضغط الدم: ينصح بقياس ضغط الدم بانتظام والتأكد من أنه في المستويات الصحية. في حالة وجود ارتفاع في ضغط الدم، يجب استشارة الطبيب واتباع العلاج المناسب.
3. إدارة التوتر والضغوط النفسية: يعتبر التوتر والضغوط النفسية عوامل مساهمة في حدوث النوبات القلبية. لذا، يجب تعلم تقنيات إدارة التوتر مثل التمارين التنفسية، والاسترخاء، واليوغا، والتأمل.
4. الاهتمام بصحة القلب: يجب مراعاة العوامل التي تؤثر على صحة القلب. من بينها مراقبة مستويات الكولسترول في الدم، والتحكم في مرض السكري إذا كان موجودًا، ومتابعة أي حالات طبية مزمنة أخرى بانتظام.
5. الالتزام بالأدوية والمشورة الطبية: إذا كنت تعاني من حالات صحية تستدعي تناول الأدوية الموصوفة، فيجب الالتزام بالجرعات والجدول الزمني الموصوف من قبل الطبيب. كما يجب استشارة الطبيب بشأن أي مشاكل صحية أو استفسارات.
6. المراجعات الدورية للفحص الطبي: ينصح بإجراء فحوصات طبية دورية لتقييم صحة القلب والتحقق من وجود أي عوامل خطر محتملة. يمكن للطبيب تقديم نصائح وتوجيهات شخصية للحفاظ على صحة القلب.
هذه الإجراءات الوقائية ليست مضمونة بنسبة 100٪ لتجنب النوبات القلبية، ولكنها تساهم في تقليل المخاطر وتعزيز صحة القلب. يجب دائمًا استشارة الطبيب للحصول على توجيهات محددة لحالتك الصحية الفردية.