دليلك لاختيار أفضل أوقات السفر إلى الدول الإسكندنافية

تخيلتِ يومًا أن الشمس قد لا تغرب أبدًا أو أن الليل يستمر أسابيع بلا شروق حقيقي؟ هل تساءلتي عن بلاد تعيش هذه الظواهر بشكل منتظم كل عام؟ ماذا لو أخبرتك أن هناك مكانًا يجمع بين الشفق القطبي وسهرات منتصف الليل المشمسة، مع مهرجانات غريبة وسكينة الغابات الثلجية في آن واحد؟
متى يكون الوقت الأنسب لزيارة الدول الإسكندنافية؟
تمتاز هذه البلدان بملامح طبيعية مذهلة وتجارب فريدة طوال العام، حيث تتغير الأجواء والأنشطة من موسم لآخر. يمكن الاستمتاع بصيف مليء بالمهرجانات والأجواء الحيوية مع أشعة الشمس التي لا تغيب، أو خيارات الشتاء المهيبة بضوئه الشمالية الشهير واحتفالات الشفق القطبي. كما يمكن التنقل بين جزر الدنمارك بالدراجة تحت أشعة منتصف الليل أو استكشاف غابات فنلندا الثلجية المشهودة. تعتمد التجربة المثالية على توقيت رحلتك، فهل تفضلين الأجواء الدافئة والحرة في الصيف، أم الهدوء والجمال في الشتاء؟
صيف لا يُنسى: الشمس لا تغيب والمهرجانات لا تنتهي
يبدأ فصل الصيف من يونيو إلى أغسطس وهو وقت الذروة للسُياح في المنطقة. تتراوح درجات الحرارة بين 18 و21 درجة مئوية، وتصبح الأيام طويلة بحيث تتجاوز ساعات النهار منتصف الليل. تكتسي البلاد بأجواء احتفالية من منتصف يونيو، حيث يحتفل السكان بمهرجات موسيقية وعائلية، مع نيران التخييم وأجواء مفعمة بالحيوية. في يوليو، يمكن حضور مهرجان Roskilde الموسيقي قرب كوبنهاغن، الذي يُعتبر الأكبر في الشمال الأوروبي، وأيضًا استكشاف مهرجانات غريبة مثل بطولة العالم للغيتار الهوائي في مدينة أولو في فنلندا. في الوقت نفسه، توفر النرويج عروضًا جذابة وأسعارًا مناسبة إذا حجزت مبكرًا للاستفادة من العروض.
مواسم الانتقال: هدوء الخريف وسحر الشتاء المبكر
مع بداية سبتمبر، يدخل الصيف المتأخر أو ما يُعرف بـ”السنسومر”، حيث يُعد الوقت المثالي للجلوس في مقهى أنيق، أو استكشاف قرية هادئة، أو التنزه عبر القوارب في البحيرات. ومع تراجع درجات الحرارة وتقدم الخريف، يصبح الجو أكثر دفئًا وراحة، خاصة في الدنمارك التي تميزت بـ”الهوجا”، وهي جو من الدفء العاطفي والبساطة. من فبراير فصاعدًا، تعود الشمس تدريجيًا للنور، وتصبح الظروف مثالية للرياضات الشتوية، حيث تتألق منحدرات التزلج والمسارات المغطاة بالجليد. خلال هذه الفترة، يُنظم سباقات الرنة في لابلاند الفنلندية في مارس، وتكون الأجواء مناسبة لممارسة الأنشطة الثلجية في النرويج وفنلندا.
شتاء الشفق القطبي: احتفالات الجمال والسحر
من ديسمبر إلى فبراير، يقتصر النهار على ساعات قليلة، لكن في المقابل، يمكن التوجه إلى لابلاند لمشاهدة الأضواء الشمالية ترقص في السماء، أو قضاء وقت ممتع في كوبنهاغن خلال موسم الأضواء والزينة. الفترة بين أكتوبر ومارس تعتبر مناسبة جدًا لرؤية الشفق القطبي، حيث تتوفر ليالٍ طويلة وفرص مدهشة لرصد الأضواء وهي تتراقص فوق الأفق، ويُشدد على ضرورة ارتداء ملابس دافئة للحماية من البرد القارس.
نصائح مهمة قبل السفر إلى الدول الإسكندنافية
عند تخطيط رحلتك، ليس فقط اختيار الموسم المناسب هو المهم، بل يجب أيضًا الانتباه لتفاصيل تؤثر على تجربتك بشكل كبير. يُنصح بالتحقق من مواعيد الشروق والغروب وفقًا للمكان والوقت المحدد، كما أن درجات الحرارة الساحلية غالبًا ما تكون أكثر دفئًا من المتوقع بسبب تيار الخليج الدافئ. إذا كنت تخطّطين للسفر في فصل الصيف، فمن الأفضل حجز التذاكر والفنادق مبكرًا، خاصة عند الرغبة في حضور المهرجانات والفعاليات، كما يُنصح بأخذ قناع نوم للاستخدام في الصيف، وملابس حرارية في الشتاء لضمان الراحة والاستمتاع الكامل أثناء الرحلة.