بوخارست، المدينة النابضة بالحياة والمزيج بين التاريخ والحداثة

تجمع بوخارست، عاصمة رومانيا، بين التراث التاريخي والتصاميم العصرية، مما يجعلها وجهة مثالية للاستكشاف. تحتوي على معالم سياحية مميزة، من بينها قصر البرلمان المهيب، الذي يعد ثاني أكبر مبنى إداري في العالم، وقاعة الحفلات الموسيقية الرومانية ذات التصميم الرائع. تزخر المدينة بالحدائق والمتنزهات؛ أبرزها حديقة هيراستراو الشاسعة، التي تعد الأكبر في المدينة، حيث يمكن للزوار التمتع بالهواء الطلق والطبيعة الخلابة.

تقدم بوخارست خيارات متنوعة لاستكشافها، من جولة في المدينة القديمة التي تتسم بروحها التاريخية وشوارعها المرصوفة بالحصى، إلى زيارة المتاحف والمعارض الفنية التي تبرز التراث الثقافي الغني. يُنصح أيضاً بالتنزه في شوارع ليبسكاني لتجربة أجواء رومانسية مميزة. لمحبي الأنشطة الخارجية، تتاح لهم فرص للمشي الطويل، وركوب الدراجات، وتسلق جبال الكاربات القريبة التي تقدم مناظر طبيعية خلابة ومغامرات مثيرة. كما تُقام فعاليات ثقافية متنوعة، من عروض الموسيقى والرقص التقليدي خلال المهرجانات، إلى مهرجان جورج إينيسكو للموسيقى الكلاسيكية، الذي يُعد من أهم الفعاليات العالمية.

أفضل أوقات لزيارة بوخارست

تعتبر فصول الربيع والخريف الأنسب لزيارة المدينة، بين أبريل ويونيو، ومن سبتمبر إلى أكتوبر، حيث تتسم الأحوال الجوية بالاعتدال واللطافة، وتتراوح درجات الحرارة بين 15 و25 درجة مئوية. في الربيع، تزدهر الزهور وتبدأ الأشجار في التفتح، كما تظهر ألوان الأوراق في الخريف بشكل رائع. تضفي هذه المواسم جمالية خاصة على استكشاف تاريخ المدينة وعمارتها. يرافق فصل الربيع أحيانًا أمطار متقطعة، ويمكن أن تصبح ليالي الخريف أكثر برودة. أما الصيف، من يوليو إلى أغسطس، فحار وربما يسبب إرهاقًا خلال الأنشطة في الهواء الطلق، حيث تصل درجات الحرارة إلى 30 درجة مئوية أو أكثر. في الشتاء، من ديسمبر إلى فبراير، تميل الظروف إلى أن تكون باردة مع انخفاض درجات الحرارة غالبًا دون الصفر.

أماكن سياحية لا بد من زيارتها في بوخارست

تشتهر المدينة بمعالمها التاريخية والثقافية الرائعة، فلا يمكن زيارة بوخارست دون استكشاف قلعة بران، المعروفة بقلعة دراكولا، التي تتيح للزوار تجربة أساطير الرعب المرتبطة بها، حيث يُعتقد أن الكاتب برام ستوكر استوحى شخصية الكونت دراكولا من هذه القلعة. كما تحتوي على متحف يعرض أعمالًا فنية وتحفًا من مجموعة الملكة ماري. يقف قوس النصر شامخًا منذ عام 1878، تكريمًا للجنود الذين قضوا في الحروب، ويبلغ ارتفاعه 27 مترًا، ويتميز بنحتاته الجميلة التي نفذها فنانون رومانيون بارزون. يضم المتحف الروماني الوطني للفنون مجموعة قيمة من الأعمال التي تغطي فترات مختلفة، ويقع في القصر الملكي السابق، ويتضمن أكثر من 10,000 قطعة، من بينها تماثيل وتحف من العصور الوسطى والحديثة، ويضم غرفة خاصة بالفنان قسطنطين برانكوسي.

وبالنظر إلى الهواء الطلق، توفر حديقة الملك ميهاي ملاذًا طبيعيًا هادئًا، حيث تنتشر التماثيل والنوافير وتحيط بها أشجار خضراء متنوعة، مثل الصفصاف والقيقب والزيزفون. أما الأثينيوم الروماني، فهو صالة حفلات موسيقية شهيرة، تصممه المهندس الفرنسي ألبرت غاليرون، ويشبه معبدًا يونانيًا، ويتسم بتصميم داخلي فاخر يضم أسقفًا من ورق الذهب، وسلالم رخامية، وشرفات متتالية، ويتسع لأكثر من 600 شخص. يبرز داخلها لوحة جدارية بطول 70 مترًا تتناول تاريخ رومانيا، ولهذا تعد من أبرز معالم المدينة.

وفي قلب الحدائق، تقع حدائق سيسميجيو، التي توفر مناظر طبيعية خلابة وهدوءً بعيدًا عن صخب المدينة. بنيت على الطراز الأوروبي، وتضم آثارًا نادرة ونوافير وبحيرة، حيث يمكن للزوار ركوب القوارب أو التنزه، وتعد من أقدم الحدائق التي تعكس التأثير الأوروبي على العمارة الرومانية. تشير المدينة القديمة في بوخارست إلى أقدم أجزاء العاصمة، حيث تتجسد فيها عبق التاريخ من خلال مبانٍ قرون خامسة عشر، وشوارع مرصوفة بالحجارة، مليئة بالمطاعم والمقاهي والمسارح والمعارض. يمكن خلال الزيارة استكشاف متحف كورتيا فيتشي، الذي يعرض تاريخ المدينة منذ العصور القديمة حتى الحاضر، ويُعبر عن التراث الثقافي العريق الذي يربط بين العراقة والحداثة.