يزداد انتشار الحديث عن فوائد الحليب الطبيعي أو الخام، خاصة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث يروّج مؤثرون له باعتباره أكثر نفعًا وصحة. يُقال إنه غني بالبكتيريا المفيدة ويُعتبر أكثر نقاءً من الحليب المبستر، مع ادعاءات بأنه يحمل عناصر غذائية أكثر.
ما هو الحليب الخام؟
الحليب الخام هو الذي لم يخضع لعملية البسترة، وهي عملية تسخين سريع للحليب لقتل البكتيريا الضارة. في المملكة المتحدة، يُسخن الحليب إلى 71.7 درجة مئوية لمدة تتراوح بين 15 و25 ثانية، ثم يُبرّد بسرعة إلى -3 درجات مئوية. هذه العملية تزيل بكتيريا خطيرة مثل السالمونيلا والإشريكية القولونية والليستيريا والكليبيبهاكتر، التي قد تسبب أمراضًا خطيرة.
مخاطر الحليب الخام
يُحذر الخبراء من أن البيئة غير المعقمة حول ضرع البقرة تجعل الحليب الخام غنيًا بأنواع من البكتيريا التي قد تكون قاتلة للكبار، الأطفال، الحوامل، وضعيفي المناعة. أظهرت بيانات وكالة معايير الغذاء البريطانية أن هناك 19 حادثة تفشي أمراض معوية مرتبطة بالحليب الخام بين عامي 1992 و2002، أصيب فيها 229 شخصًا، ونُقل 36 منهم إلى المستشفى.
الآراء حول فوائده
برغم الادعاءات بأنه مفيد للهضم، توضح إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أن البكتيريا الموجودة في الحليب الخام ليست من نوع البروبيوتيك المفيد، بل تدل على ضعف النظافة في المزارع. لذلك، يوصي الخبراء بضرورة الحذر وعدم الاعتماد على الحليب الخام كوسيلة صحية، إذ إن فوائده لا تعادل مخاطر انتقال الأمراض.
التشريعات والقيود على الحليب الخام
في اسكتلندا، يمنع بيع الحليب الخام، بينما يُسمح به في إنجلترا وويلز وأيرلندا الشمالية، بشرط شرائه من مزارع أو موزعين مرخصين. الدول الأوروبية الأخرى تفرض قيودًا أو تمنع بيعه بشكل كامل، حرصًا على السلامة الغذائية.
الخلاصة
يشدد الخبراء على أن فوائد الحليب المبستر تفوق بكثير أي مزاعم عن فوائد الحليب الخام، فالأمان الغذائي لا يقاس فقط بمحتواه من الفيتامينات، بل أيضًا بعدم وجود بكتيريا قد تضر بالصحة. تُعد عملية البسترة إجراءً ضروريًا لضمان سلامة المستهلك مع الحفاظ على العناصر الغذائية الأساسية.