ابتكار مادة بوليمرية مضادة للبكتيريا لعلاج الجروح
قام باحثون في معهد بحوث علم اللمف السريري والتجريبي في أكاديمية العلوم الروسية في سيبيريا بتطوير مادة بوليمرية جديدة تستخدم كمضاد للبكتيريا، ويمكن استخدامها لصنع ضمادات طبية لعلاج الجروح. بررت رئيسة المختبر، أناستاسيا سولوفيوفا، أن النتائج الأولية أظهرت نجاحًا في تجارب زراعة الخلايا، ويتم حالياً إجراء تجارب على الحيوانات للتحقق من فعاليتها بشكل أوسع.
مميزات الابتكار وحقيقة المقاومة البكتيرية
تستهدف المادة الجديدة علاج المشكلات المزمنة مثل قرح التغذية التي تصيب كبار السن ومرضى السكري، إذ تعاني هذه الحالات من مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، مما يبطئ عملية الشفاء. تعتمد التقنية على “محاكي ببتيد” مضاد للميكروبات، والذي يصعب على البكتيريا تطوير مقاومة ضده بسرعة، وهو ما يعزز من فعاليته في القتل.
خصائص التقنية المستخدمة للمادة الجديدة
تُصنع المادة من بوليمر يُسمى “بولي كابرولاكتون”، المعروف بسلامته وسهولته للتحلل الحيوي داخل الجسم. يتم تشكيل هذا البوليمر على شكل ألياف نانوية قطرها حوالي 700 ميكرومتر، وتُضاف إليها الببتيدات التي تتحرر تدريجيًا خلال أسبوعين، مما يطيل تأثيرها المضاد للبكتيريا ويقلل من سمية الخلايا.
الاختبارات والتطويرات الجارية على المادة
يعمل الفريق على فحص العينات باستخدام الميكروسكوب للتأكد من خصائصها، وتم إنتاج عدة أنواع من البوليمر الممزوجة بالببتيدات، ودرسوا فعاليتها في مكافحة البكتيريا. ويُجري الباحثون تجارب على الخلايا وعلى فئران مختبرية، بما في ذلك فئران مصابة بمرض السكري الوراثي، لتحديد أفضل جرعة للببتيد بين النشاط المضاد للبكتيريا وتقليل السمية.
التطلعات المستقبلية والأبحاث القادمة
ستتضمن المرحلة التالية اختبار المادة على خنازير صغيرة استعدادًا لإجراء التجارب السريرية على الإنسان. وتُشير الأبحاث إلى أن البوليمر يمكن أن يُستخدم مستقبلًا في صناعة غرسات العظام وطب الأسنان، لكن التركيز الحالي ينصب على تطوير الضمادات الجراحية. وتؤكد الباحثة أن المادة تحتوي على محاكي للببتيدات فريد من نوعه، لا يوجد مثيل له في روسيا أو العالم، ويُعد هذا الابتكار إنجازًا علميًا فريدًا في مجال مكافحة العدوى.