مع ارتفاع حرارة الأرض.. تهديد صحي مميت يتصاعد على مستوى العالم

تُعرض حالة أدماني، العاملة الزراعية البالغة من العمر 60 عامًا من ولاية ماهاراشترا في الهند، بعد أن أصيبت بانهيار مفاجئ في القوة نتيجة لساعات طويلة من العمل تحت حرارة تجاوزت 40 درجة مئوية. تم تشخيصها لاحقًا بنقص صوديوم الدم، وهو حالة حرجة قد تؤدي إلى تورم في الدماغ، وتشنجات، وغيبوبة، وانهيارات عضلية، وأحيانًا الوفاة إذا لم تُعالَج بشكل سريع.

تشير تقارير “ساينس هيلث” إلى أن هذه الحالة ليست فريدة من نوعها. فقد لوحظ، خلال شهور مارس إلى مايو الماضي، تزايد عدد المصابين من العاملين في المناطق التي تتعرض لدرجات حرارة عالية، مع أعراض تشمل الارتباك، والضعف العام، والنوبات، وهي علامات تدل على نقص الصوديوم في الدم. وعلى الرغم من عدم وجود إحصائيات رسمية على مستوى البلاد، إلا أن الدراسات تشير إلى ارتفاع نسبة الحالات أثناء فصل الصيف.

الرابط بين ارتفاع درجات الحرارة ونقص الصوديوم

أكدت الدراسات العالمية أن هناك علاقة قوية بين ارتفاع درجات الحرارة والإصابة بنقص الصوديوم في الدم. ففي دراسة نُشرت عام 2024، بناءً على بيانات من حوالي عشرين دولة، تبين أن درجة الحرارة المرتفعة تؤدي بشكل مباشر إلى انخفاض مستويات الصوديوم في الجسم. وأظهرت دراسة ألمانية تغطي الفترة من 2000 إلى 2023 أن حالات نقص الصوديوم تزداد مع ارتفاع حرارة الجو، مع توقع أن يزيد الوضع بنسبة تصل إلى 66% بسبب آثار التغير المناخي والشيخوخة السكانية. كما أظهرت أبحاث في السويد أن درجات الحرارة التي تتجاوز 20 درجة مئوية تؤدي إلى زيادة ملحوظة في الإصابات، وتوقع الباحثون ارتفاع الحالات الشديدة بشكل كبير مع استمرار التغيرات المناخية.

سبب الحالة وطرق الوقاية

تحدث الحالة نتيجة لخلل في توازن الصوديوم والماء داخل الجسم. فمع التعرق المستمر، يفقد الإنسان قدرًا كبيرًا من الماء والصوديوم، وإذا شرب الماء فقط دون تعويض الأملاح، يتفاقم النقص وتتدهور الحالة الصحية. بعض الأدوية، كالسوائل المدرة للبول، والأدوية المضادة للاكتئاب والذهان، ترفع خطر الإصابة خصوصًا بين كبار السن. كما أن أمراض الكلى والعدوى تُضعف قدرة الجسم على تنظيم توازن السوائل والأملاح، مما يزيد من احتمالات ظهور الحالة.

يحذر الخبراء من أن تلك المخاطر ستزداد مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة عالميًا. لذلك، ينصحون بضرورة نشر حملات توعية توضح أهمية شرب السوائل وتعويض الأملاح إلى جانب الماء، خاصة عند العمل في أماكن ذات حرارة عالية، لتجنب تطور الحالات الصحية الخطيرة التي قد تهدد حياة الأفراد.

تابعوا آخر أفكارنا الجديدة

اقرأ أيضاً
اترك تعليق

يعني التعليق على هذا المقال أنك توافق على شروط الخدمة.

اترك تعليق

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

اختيارات المحرر