عند سماع اسم “سمك القرش”، تتبادر إلى أذهاننا صور درامية مخيفة، خاصة إذا شاهدنا فيلم “Jaws” الذي ساهم في ترسيخ صورة مرعبة لهذه المخلوقات، مما أثار خوف كثيرين من البحر.
صور غامضة وخفايا لم تكن تعرفها عن أسماك القرش
على رغم أن أسماك القرش وُلدت في مناطق مثل جرينلاند وتبدأ بحالة طبيعية، إلا أن مع التقدم في العمر تتعرض للعمى بسبب طفيليات تُسمى Ommatokoita elongata، التي تعيش في أعينها وتلتصق بالقرنية، مما يقلل من قدرتها على الرؤية، إذ تقتصر على تمييز الضوء من الظلام. ومع ذلك، لا تؤثر تلك الحالة على حياتها، فهي تعتمد على حاسة الشم القوية لتحديد مواقع فريستها في الأعماق الثلجية.
تشاهد أسماك القرش المنتفخة أحيانًا، وتعتبر ظاهرة فريدة، إذ يمكن أن تتضاعف حجمها بشكل كبير حين تشعر بالخطر، فتبتلع كميات من الماء وتتضخم لتصبح أكبر، مما يصعب على المفترسين الإخراج أو التهامها، كما يمكنها أن تؤدي نفس الحيلة باستخدام الهواء عند إخراجها من الماء، لكن هذه القدرة تقلّ أمام البشر.
أما بخصوص بيض أسماك القرش، فبعض الأنواع تضع بيضًا غريب الشكل يشبه الحلزون، مثل قرش بورت جاكسون، حيث لم تقتصر على وضع البيض فقط، بل أضافت محاليق حلزونية تثبتها ليصعب انزلاقها، مما يعطيها ثباتًا في موطنها البحري ويمنع الأجيال من الانجراف بعيدًا.
الأسماك الصغيرة المهاجمة للغواصات
في سبعينيات القرن الماضي، على شواطئ أمريكا، لاحظت البحرية الثقوب الدائرية على غواصاتها، وتبين أن مصدرها نوع صغير من أسماك القرش يُدعى “كوكي كتر”، رغم صغر حجمه الذي لا يتجاوز 56 سم، إلا أن أسنانه حادة وتستطيع قطع قطع صغيرة من الحيتان والدلافين وحتى الغواصات، وتترك آثارًا دائرية واضحة كأنها قطعت بسكين معقّمة تمامًا.
يتميز سمك القرش بعدم وجود عظام في جسمه، إذ يتكوّن بالكامل من غضاريف مرنة، ما يمنحه خفة ومرونة في السباحة وسرعة عالية، كما أن فكه غير المتصل بالجمجمة يمنحه قوة عند العض، وأسنانه تتكون من مادة المينا والعاج وتتجدد باستمرار.
