يعاني الكثير من الأشخاص من مشكلة صعوبة النوم رغم الشعور بالإرهاق، وهو ما يُعرف بالأرق. يُعد الأرق اضطرابًا شائعًا يصعب على المصاب به الخلود إلى النوم، وقد يترتب على ذلك الإحساس بالخمول، والانفعال، وضعف التركيز. بالرغم من وجود بعض الحلول مثل ممارسة التأمل، وتقليل وقت الشاشة قبل النوم، واستخدام بعض المساعدات والأدوية، إلا أن هناك خيارًا طبيعيًا يمكنك تجربته، وهو تناول بعض المشروبات في المساء لمساعدة الجهاز العصبي على الاسترخاء وتعزيز نبضات النوم المنتظمة في الجسم.

أفضل المشروبات التي يمكن تناولها قبل النوم بدون آثار جانبية للأدوية

يعد الحليب الدافئ أحد أشهر المشروبات الطبيعية التي تساعد على النوم، لأنه يحتوي على التربتوفان، وهو حمض أميني يدعم إنتاج السيروتونين والميلاتونين وهما المرحيان الأساسيان للنوم. بالإضافة إلى ذلك، يوفر الحليب المغنيسيوم والكالسيوم لدعم الاسترخاء ووظائف الأعصاب، والبروتين الذي يمكن أن يمنع الشعور بالجوع أثناء الليل. تشير الدراسات إلى أن بروتينات الحليب خاصة ألفا لاكتالبومين، تزيد من مستويات التربتوفان في الدماغ، مما يحسن نوعية النوم، أما دفء المشروب فهو تأثير نفسي مهدئ يساعد الجسم على استعداده للنوم. يمكن إضافة ملعقة من العسل أو قليل من جوزة الطيب أو القرفة لتعزيز أثره المهدئ والنكهة، مما يتيح استرخاءًا أكثر.

عصير الكرز الحامض

يُعتبر الكرز الحامض من المصادر النادرة للميلاتونين، الهرمون المُنظم لدورات النوم والاستيقاظ. أظهرت الأبحاث أن شرب نصف كوب من عصيره قبل النوم بحوالي ساعة أو ساعتين يحسن من جودة وطول فترات النوم، خاصة مع تجنب الأنواع المحلاة من العصير. العصير يعطي دفعة من الميلاتونين ويقلل من أعراض الأرق، كما يحتوي على التريبتوفان والأنثوسيانين، التي تدعم إنتاج السيروتونين وتحد من الالتهابات، مما يساعد على نوم أعمق وأطول.

مشروب البابونج

يُعرف البابونج كمشروب عشبي مهدئ يستخدم منذ القدم للمساعدة على النوم. يحتوي على مركب الأبيجينين الذي يثير مستقبلات الدماغ ويحفز الإحساس بالنعاس، مما يقلل من القلق ويساعد على الاسترخاء. أظهرت دراسات أن شرب كوب من مغلي البابونج قبل النوم بمدة تتراوح بين 5 و10 دقائق يعزز نوعية النوم ويقلل من أعراض الاكتئاب، خاصًة بعد الولادة. يُنصح بنقع أزهار البابونج في الماء لمدة لا تقل عن 5 دقائق وشربه مع إمكانية مزجه مع النعناع أو الليمون لتحسين المذاق.

الحليب الذهبي

يصنع الحليب الذهبي من الكركم والحليب، ويمكن استخدام كميات صغيرة من الفلفل الأسود لتعزيز امتصاص الكركمين، وهو المكون النشط في الكركم. يتميز بمضادات الأكسدة والمضادة للالتهابات، ويساعد على تقليل التوتر والقلق ليلاً، مما يساهم في تحسين جودة النوم. يُنصح بتناول كوب من الحليب الذهبي قبل ساعة من النوم ليمنح الجسم وقتًا لعملية الهضم والاسترخاء.

مشروب اللافندر

يُعرف اللافندر برائحته المهدئة التي تساعد على النوم، كما يُستخدم كشاي عشبي لتحسين جودة النوم وتقليل الاكتئاب. يحتوي زيت اللافندر على مركبات اللينالول والأسيتات، التي تؤثر على الجهاز العصبي بشكل مهدئ. يُفضّل شرب كوب من مغلي اللافندر أو استنشاق زيت اللافندر لتعزيز الاسترخاء، ويمكن مزجه مع أعشاب أخرى مثل البابونج أو بلسم الليمون لتكوين روتين مهدئ لوقت النوم.

عصير الموز مع اللوز

الموز غني بالمغنيسيوم والبوتاسيوم، وهما معدنان يساعدان على استرخاء العضلات والأعصاب، كما يحتوي على التربتوفان الذي يعزز إنتاج السيروتونين والميلاتونين. يُعد اللوز مصدرًا ممتازًا للدهون الصحية والتريبتوفان والمغنيسيوم، وتناول مزيجهما في عصير كريمي منخفض السكر يساعد على استقرار السكر في الدم وتحسين النوم. ينصح بدمج نصف موزة مع ملعقة من زبدة اللوز وكوب من حليب اللوز غير المحلى وإضافة قليل من القرفة لتحضير مشروب لذيذ يساعد على الاسترخاء قبل النوم.

مشروبات تجنبها قبل النوم

يجب الابتعاد عن المشروبات التي تحتوي على الكافيين، مثل القهوة، والشاي الأخضر والأسود، والمشروبات الغازية لأنها تُبقي الجسم متيقظًا، وإلى جانب تلك، ينصح بعدم تناول مشروبات الطاقة التي تؤثر على الاسترخاء. كما يتوجب تجنب المشروبات السكرية التي ترفع مستويات السكر في الدم وتؤدي إلى اضطرابات النوم، لأنها تؤثر على توازن الهرمونات. ينصح دائمًا باستشارة الطبيب قبل إجراء تغييرات على نظامك الغذائي أو استخدام علاجات طبيعية، خاصةً إذا كنت تتناول أدوية أو تعاني من مشكلات صحية.