مع إعلان نتائج الثانوية العامة، تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي العديد من المنشورات التي تعبر عن الفرح والتهاني، ويظهر فيها الأشخاص مجاميع عالية وعبارات مبهجة. لكن، يظهر أحيانًا الحذر لدى بعض الأفراد حول كيفية التعبير عن مشاعرهم، خاصة إذا كانت النتائج أقل مما يتوقعون أو لم تكن كما يأملون. فهل من اللائق أن يهنئ الشخص الآخرين وهو يشعر بالحزن بنفس الوقت؟ وهل من الصحيح أن يتجنب التفاعل تمامًا ليحافظ على مشاعره أو مشاعر غيره؟
التهنئة تعكس نضوجًا لا مجاملة
قالت خبيرة الإتيكيت شريهان الدسوقي إن التهنئة هي تعبير عن النضج الاجتماعي، وليست مجرد تصنع أو مجاملة. فمن شأنها أن تظهر تقدير الشخص لجهود الآخرين، حتى وإن لم تكن نتائجهم كما هو متوقع أو إذا كان يشعر بالحزن على نتيجته الشخصية. التهنئة الصادقة لا تتطلب أن يكون الشخص سعيدًا لنتيجة شخص آخر، بل هي تعبر ببساطة عن احترام وتقدير.
الفرح بدون تصنع وخطوات التفاعل الصحي
نصحّت الدسوقي بالتهنئة المباشرة عند معرفة النتيجة من صديق أو مقرب، إذ تعتبر جزءًا من التفاعل الإنساني الطبيعي. أما التهاني على وسائل التواصل فيمكن أن يتم الرد عليها أو تجاهلها حسب ما يراه الشخص مناسبًا، مع التركيز على استخدام كلمات بسيطة وصادقة مثل “مبروك، تعبك ما راح هدر”. وينصح أيضًا بعدم استخدام كلمات قد توحي بالمقارنة أو تثير الحرج، مثل المقارنة بين النتائج أو الأسئلة عن تفاصيل قد تضع الشخص في موقف محرج، كترتيب الكلية أو الاختيارات المستقبلية.
الاحتفاظ بالمساحة الشخصية وتجنب الأسى
في حال كانت النتيجة أقل من المتوقع، يُفضّل ألا يهنئ الشخص قبل أن يكون جاهزًا نفسيًا، وأن يبتعد عن التفاعلات المعتادة إذا كان يشعر بحزن عميق. فالصمت أحيانًا يعبر عن احترام أكثر من التهاني التي قد تكون موجهة بنية الحسرة أو السخرية. الحفاظ على مسافة وعدم الإجابة على التهاني إن كانت مشاعره لا تزال غير مستقرة يُعد سلوكًا ناضجًا ومناسبًا.
إتيكيت التهنئة ومبادئها الأساسية
يمتاز إتيكيت التهنئة بأنه يدعو إلى التعامل بلباقة وصدق، مع تجنب الكلمات التي قد تسيء أو تثير حرجًا للآخرين. إذ يُعَدّ من الأفضل أن نكون صادقين في مشاعرنا، سواء عبر كلماتنا أو تصرفاتنا، مع احترام الحالة النفسية للأشخاص من حولنا. فهذه المبادئ تساعد في تجنب الإحراج أو سوء التفاهم، وتعزز الشعور بالود والاحترام بين الجميع خلال هذه اللحظات المهمة.