تغيرات مبكرة في سن الثلاثين وتوقعات غير معتادة

تبدأ بعض النساء في عمر الثلاثين يعانين من أعراض عادةً مرتبطة بفترة انقطاع الطمث، مثل اضطرابات في الدورة الشهرية، والهبات الساخنة، والتعرق الليلي، وجفاف المهبل، واضطرابات النوم، وتقلبات في المزاج، ومشاكل في التبول. هذه الظاهرة تعتبر غير معتادة لأنها تظهر في مرحلة عمرية مبكرة عن المتوقع، حيث أن انقطاع الطمث غالبًا ما يحدث بعد سن الأربعين، إلا أن بعض النساء قد يواجهنها قبل ذلك بشكل مبكر، وهو ما يُعرف بالانقطاع المبكر أو سن اليأس المبكر.

الفرق بين مراحل انقطاع الطمث المبكر والمتأخر

يحدث انقطاع الطمث عادةً بين سن 46 و55، لكن عندما تظهر أعراض مبكرة قبل الأربعين، فهي تتطلب تقييمًا طبيًا، لأن الانقطاع المبكر يُعد حالة نادرة تصيب نسبة صغيرة من النساء، تتراوح بين 1 إلى 3%، ويُشكل بداية مبكرة للأعراض المرتبطة بانقطاع الطمث.

الأسباب المحتملة لظهور الأعراض في الثلاثينيات

هناك عدة عوامل قد تساهم في ظهور هذه الأعراض على النساء في عمر الثلاثين، بدايةً من قصور المبيض المبكر، وهو توقف المبيضين عن العمل بشكل طبيعي قبل سن الأربعين، ما يؤدي لانخفاض هرمون الأستروجين، ونتيجة ذلك تظهر أعراض تشبه تلك الناتجة عن انقطاع الطمث، ويُعتقد أن الأسباب تشمل الاستعدادات الوراثية، واضطرابات المناعة الذاتية، وأحيانًا أسباب غير معروفة. كما أن التدخلات الطبية مثل العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، أو جراحات استئصال المبيضين، أو بعض الأمراض المعدية، قد تؤثر على وظيفة المبيض وتسبب أعراض مبكرة لانقطاع الطمث.

دور نمط الحياة والصحة في ظهور الأعراض المبكرة

يلعب نمط الحياة غير الصحي، مثل التدخين، دورًا هامًا في زيادة خطر ظهور هذه الأعراض، كما أن أمراض المناعة الذاتية أو وجود تاريخ عائلي لمشكلات انقطاع الطمث المبكر يُعد من عوامل الخطر المميزة، حيث تؤثر هذه العوامل على وظيفة المبيضين وتسرع عملية التقدم في العمر الهرموني.

تقلبات الهرمونات ومظاهرها

تبدأ مستويات الهرمونات في الانخفاض بشكل غير ملحوظ مع اقتراب المرأة من سن الثلاثين، مما قد يسبب أعراضًا خفيفة، لكن عدم انتظام الدورة، أو الإجهاد، أو حالات مثل تكيس المبايض قد تتداخل وتُفسر على أن الأمر مرتبط بتقدم عمر المرأة أكثر منه بحالة طارئة، لذلك يُنصح بمراجعة الطبيب لتقييم الحالة بشكل دقيق.

هل هو طبيعي أم يحتاج لمراجعة طبية؟

لا يعتبر بدء انقطاع الطمث قبل سن الأربعين أمرًا طبيعيًا، إذ أن غالبية النساء يُعانين من هذه الحالة بعد سن 46 عادةً. أما الأعراض المبكرة فهي قد تُشير إلى حالات صحية تحتاج لتشخيص وعلاج، لذا يُنصح النساء بزيارة الطبيب إذا شهدن أعراضًا مشابهة، لضمان فهم الحالة واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من المخاطر الصحية المستقبلية مثل هشاشة العظام وأمراض القلب.