ظاهرة مبكرة لأعراض انقطاع الطمث لدى النساء في الثلاثينيات

تظهر على العديد من النساء في سن الثلاثين أعراضًا مرتبطة عادةً بفترة انقطاع الطمث، وهو موضوع غير شائع لكنه بدأ يصبح أكثر انتشارًا. قد تكون هذه الحالة إما مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، وهي فترة انتقالية طبيعية تؤدي إلى انقطاع الطمث الكامل، أو نادرًا، بداية مبكرة لانقطاع الطمث، الذي يُعرف بانقطاع المبيض قبل بلوغ سن الأربعين.

تشمل الأعراض الشائعة في هذه المرحلة عدم انتظام الدورة الشهرية، الهبات الساخنة، التعرق الليلي، جفاف المهبل، اضطرابات النوم، تقلبات المزاج، مشاكل التبول، وهذه الأعراض قد تظهر في الثلاثينيات وتُشابه ما يحدث في سن اليأس المعتاد، لكن مع عمر مبكر جدًا. رغم أن سن اليأس المعتاد يبدأ عادة بين 46 و55 سنة، فإن بعض النساء يعانين من هذه الأعراض قبل ذلك بشكل ملحوظ، وهو أمر يتطلب تقييمًا طبيًا دقيقًا.

الأسباب الرئيسية لهذه الحالة

هناك عدة عوامل قد تساهم في ظهور أعراض مبكرة لانقطاع الطمث. أحد أهمها قصور المبيض المبكر، وهو حالة يحدث فيها توقف المبايض عن العمل بشكل طبيعي قبل سن الأربعين نتيجة للاستعداد الوراثي أو اضطرابات في المناعة الذاتية، أو أحيانًا لأسباب مجهولة. انخفاض هرمون الأستروجين نتيجة لذلك يُسبب أعراض تشبه انقطاع الطمث، مثل جفاف المهبل واضطرابات الدورة.

كما تؤثر التدخلات الطبية على وظيفة المبيضين، فهي قد تتسبب في ظهور تلك الأعراض، خاصة العلاج الكيميائي، الإشعاعي، واستئصال المبيضين الجراحي، أو بعض العدوى التي تلحق الضرر بالمبيضين. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لنمط حياة غير صحي، مثل التدخين، أن يزيد خطر ظهور الأعراض المبكرة، وتُعتبر أمراض المناعة الذاتية وتاريخ العائلة من عوامل الخطر المعروفة أيضًا.

التقلبات الهرمونية وأهميتها

تبدأ مستويات الهرمونات الطبيعية في الانخفاض تدريجيًا في أواخر الثلاثينيات، ما يسبب أعراضًا خفيفة لدى بعض النساء، ويعتقد كثيرون أن ذلك طبيعي في تلك الفترة. لكن يجب الانتباه إلى أن هذا الانخفاض لا يكون دائمًا مؤشرًا على انقطاع الطمث الكامل، ويمكن أن يُخلط مع حالات أخرى مثل التوتر أو مشاكل صحية مثل تكيس المبايض. ومن المهم أن تتعرف النساء على أن ظهور هذه الأعراض في سن الثلاثين، مع أنها غير معتادة عادة، يمكن أن يكون علامة مبكرة لمشكلة صحية مهمة.

هل هو أمر طبيعي؟

لا يُعدُّ بدء انقطاع الطمث قبل سن الأربعين أمرًا طبيعيًا، بل غالبًا ما يتراوح عمر انقطاع الطمث الطبيعي بين 46 و55 سنة. والأعراض المبكرة غالبًا تشير إلى وجود حالة مرضية أو اضطراب، وتُطلب تقييمات طبية شاملة للتعرف على السبب الدقيق وتقديم العلاج المناسب.

ماذا تفعل المرأة إذا ظهرت عليها الأعراض

إذا كانت المرأة في الثلاثينيات وتعاني من أعراض مشابهة لانقطاع الطمث، مثل اضطرابات دورتها الشهرية، الهبات الساخنة، أو التعرق الليلي، فمن الضروري أن تستشير طبيبًا مختصًا لتشخيص الحالة بشكل دقيق. التشخيص المبكر مهم جدًا لأنه يساعد في إدارة الأعراض والوقاية من مخاطر صحية طويلة الأمد، مثل هشاشة العظام وأمراض القلب والشرايين. بشكل عام، يعتبر التقييم الطبي الشامل ضروريًا لتحديد الأسباب وتقديم العلاج المناسب لضمان صحة المرأة وجودتها في الحياة.