المشي لمسافات طويلة من النشاطات المحببة في الجبل الأخضر بعُمان

يبدو أن اسم الجبل الأخضر قد يوحي للوهلة الأولى بأنه منطقة خضراء وخصبة، لكن الحقيقة أنه يتكون في غالبية أجزائه من هضبة سيق، وهي مرتفعات عالية تتكون من صخور جافة وأغلبها خالٍ من الأشجار. ومع ذلك، فإن المنطقة تحتوي على وديان ومدرجات مخفية تنتشر فيها أشجار المشمش والرمان والجوز، وتزدهر فيها الأزهار، خاصة خلال فصول الربيع، حيث تنعم درجات الحرارة بنسمات برودة ترتفع على ارتفاعات عالية.

طبيعة الجبل الأخضر وتضاريسه

يتكون الجبل الأخضر من مساحات صحراوية وصخور حجرية جيرية، ويشتهر بزراعته للفواكه مثل التمر والجوز، بالإضافة إلى زراعة الورد الذي يُستخدم في صناعة ماء الورد والعطور. تقع المنطقة على بعد ساعتين من مسقط، ويمكن الوصول إليها بسيارة أجرة أو عبر الرحلات البرية، حيث تتوفر فيها العديد من المنتجعات الفاخرة والقرى التقليدية التي تعكس الثقافة العمانية الأصيلة.

خصوصية المنطقة وطرق الري القديمة

تمتاز المنطقة بزراعات المدرجات التي تنحوت في المنحدرات الجبلية، وتُروّى بالمياه من خلال قنوات الأفلاج، وهي تقنية تقليدية عمرها قد يصل إلى 5000 سنة، تُظهر عبقرية السكان القدامى في إدارة المياه واستخدامها بكفاءة. كما يمكن استكشاف القرى النائية مثل وادي بني حبيب، حيث يتم رؤية أشجار الرمان والجوز، ويُستخدم الماء الورد الذي يُجلب من المنطقة في الصناعات التقليدية.

أفضل أوقات الزيارة والنصائح العامة

يفضل زيارة الجبل الأخضر في فصل الربيع عندما تتفتح المزارع والأزهار، حيث يكون الجو معتدلًا ومناسبًا للاستكشاف. يزداد إقبال السياح في فصل الشتاء، لذا قد يكون مزدحمًا، لذا ينصح بتجنب الصيف نظراً لارتفاع درجات الحرارة. يجب على الزائر أن يلتزم بالحفاظ على البيئة واحترام حياة السكان المحليين، مع الاستمتاع بالمأكولات العمانية التقليدية والأسواق التي توفر منتجات مثل التوابل والمنسوجات والأدوات اليدوية.

أنشطة سياحية ممتعة في الجبل الأخضر

يمتاز الجبل الأخضر بفرص متنوعة للمغامرة والاسترخاء، حيث يمكن للزوار أن يبدأوا بجولة مشي عبر مسار القرى الثلاث الذي يربط بين العقور والعين والشريجة، للاستمتاع بمناظر المزارع والتواصل مع العمارة التقليدية. يمكن استكشاف القرية القديمة الصغرى، التي تضم منازل من الطين، وتخيل حياة السكان السابقين فيها. كما يمكن تجربة أنشطة ترفيهية مثل حبال الانزلاق، والتسلق على جدران طبيعية، والاسترخاء حول نار دافئة في الأمسيات الباردة.

بالإضافة إلى ذلك، يوفر الوادي الأخضر فرصة للتمتع بالسير في الطبيعة، والتعرف على النظام القديم لري المياه، والتصوير والاستمتاع بتأمل النجوم في السماء الصافية. يمكن أيضًا لقاء السكان المحليين، وتناول القهوة العمانية، وتذوق العسل والفواكه الطازجة، التي تعكس غنى المنطقة وتقاليدها القديمة. كما يُنظم مهرجان الورد السنوي، الذي يحتفل بإنتاج الورد، مع عروض موسيقية وفنون تقليدية تبرز التراث الثقافي للمنطقة.

تابعوا آخر أفكارنا الجديدة

اقرأ أيضاً
اترك تعليق

يعني التعليق على هذا المقال أنك توافق على شروط الخدمة.

اترك تعليق

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

اختيارات المحرر