يشعر بعض الأشخاص بالتوتر طوال الوقت، وقد يكون سبب ذلك غير مرتبط فقط باضطرابات نفسية أو هرمونات أخرى، بل ربما يكون نتيجة لارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول في الجسم. يعرف الكورتيزول باسم “هرمون التوتر”، ويعمل كنظام إنذار طبيعي للجسم، ويُفرز عندما يواجه الإنسان مواقف تتطلب استجابة فورية، مثل الجهد أو الخوف. ولكن عند ازدياد مستوياته بشكل مفرط، يتحول إلى عامل ضار يمكن أن يلحق الضرر بالجسد والدماغ على حد سواء.
كيف يؤثر ارتفاع الكورتيزول على الجسم والدماغ؟
يبدأ ارتفاع مستوى الكورتيزول غالبًا بأعراض مثل تسارع نبضات القلب، مما يسبب رعشة في اليدين، أو شعور بعدم الارتياح في الصدر، وهو ما يُعرف أحيانًا بالـ”توتر”. تشير الدراسات إلى أن هذه الحالات ناتجة عن ارتفاع مفاجئ لمستوياته، وقد تبين أبحاث أجريت على مجموعة من الشباب خلال فترات الدراسة أن مستويات الكورتيزول في اللعاب قد تصل إلى عشرة أضعاف خلال الامتحانات مقارنة بالأيام العادية. ويؤدي ارتفاعه أيضًا إلى تقليل التوازن الحركي، مما يسبب فقدان التوازن الجسدي، ويضعف القدرة على الثبات، ويؤثر على التنسيق بين الدماغ والجسم في التحكم بالحركة، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى ضعف الأداء الحركي أو السقوط في بعض الحالات.
أعراض ارتفاع مستويات الكورتيزول
قد تظهر على الأشخاص علاماته في صورة حب الشباب، زيادة الوزن، سهولة ظهور الكدمات، احمرار الوجه، تعب شديد، ارتفاع ضغط الدم، وصداع دائم. كما يمكن أن يسبب ارتفاعه أيضًا تغيرات في المزاج مثل الشعور بالقلق أو الاكتئاب، ويؤثر بشكل مباشر على التوازن الجسدي والوظائف الحركية.
ما الذي يرفع مستويات الكورتيزول؟
أكثر الأسباب شيوعًا هو التعرض المستمر للإجهاد، سواء كان في العمل، أو في العلاقات، أو بسبب المشكلات الدراسية، أو بسبب الأحزان المستمرة، مما يؤدي إلى إفراز مفرط لهذا الهرمون. كما أن نقص النوم يلعب دورًا كبيرًا في ذلك، حيث يربك إيقاع إفراز الكورتيزول الطبيعي في الجسم، فيؤدي إلى ارتفاع مستوياته بشكل مستمر. وتناول كميات كبيرة من السكريات والأطعمة المصنعة والكافيين، بالإضافة إلى تعاطي المخدرات، يساهم أيضًا في زيادة إنتاجه، إذ تؤثر جميعها على وظيفة الغدة الكظرية بشكل سلبي، مما يخل بالتوازن الهرموني في الجسم.