يؤدي التوتر المستمر إلى رفع مستويات الكورتيزول في الجسم، وهو هرمون يتميز باسم “هرمون التوتر”، حيث يُطلق عليه كذلك نظام الإنذار الطبيعي للجسم. عندما يتعرض الجسم لضغوط أو مهام يومية صعبة، ينشط الكورتيزول لدعمنا، ولكنه إذا استمر في الارتفاع بشكل مفرط، يصبح ضارًا ويؤدي إلى ضرر في الجسم والدماغ.
كيف يؤثر ارتفاع الكورتيزول على الجسم والعقل؟
عندما يرتفع مستوى الكورتيزول بسرعة، يبدأ الجسم في الشعور بأعراض مثل تسارع ضربات القلب، ارتعاش اليدين، والشعور بعدم الارتياح في الصدر، وهو ما يُفهم على أنه توتر. أظهرت دراسة أن خلال فترات الدراسة المكثفة، زادت مستويات الكورتيزول بشكل كبير، حيث ارتفعت عشرة أضعاف خلال يوم الامتحان مقارنةً باليوم الطبيعي.
بالإضافة إلى ذلك، يؤثر ارتفاع الكورتيزول سلبًا على توازن الجسم، حيث يؤدي إلى اضطرابات في التوازن الديناميكي والثابت، مما يقلل من القدرة على الثبات والحركة السليمة. وقد تبين أن أداء المشاركين في الاختبارات تدهور بنسبة تصل إلى 50% في قدرة التوازن، وهو ما يوضح أن الهرمونات تلعب دورًا هامًا في تنسيق حركة الجسم ووضعية الجسم والاستجابة للمحفزات.
الأعراض الناتجة عن ارتفاع الكورتيزول
من بين العلامات التي تنتج عن ارتفاع الكورتيزول حب الشباب وزيادة الوزن، وظهور كدمات بسهولة واحمرار الوجه. كما يشعر الأشخاص بالإرهاق الشديد وارتفاع ضغط الدم، إضافة إلى معاناة بعضهم من الصداع. كل هذه الأعراض تدل على اضطراب الهرمونات نتيجة التوتر المستمر.
ما الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع الكورتيزول؟
يعد التوتر المزمن السبب الأكثر شيوعًا في ارتفاع مستويات الكورتيزول، والذي قد ينجم عن ضغوط العمل، العلاقات العاطفية، المشكلات الدراسية، أو حتى الحزن المستمر. كما أن قلة النوم تؤدي إلى خلل في إيقاع الكورتيزول الطبيعي، حيث يظل مرتفعًا بشكل دائم، مما يضر بالجسم ويؤثر على التوازن الهرموني.
سوء التغذية يساهم أيضًا في ذلك، فتناول كميات كبيرة من السكر والأطعمة المصنعة والكافيين يؤدي إلى زيادة مستويات الكورتيزول في الدم، بينما يعطل تعاطي المخدرات وظيفة الغدة الكظرية، مما يخل بتوازن الهرمونات ويدعم ارتفاع الكورتيزول.
