يُعاني الملايين حول العالم من قصور القلب، وهو اضطراب يمنع القلب من ضخ الدم بكفاءة، مما يؤثر على قدرة الجسم على تلبية احتياجاته من الأكسجين والعناصر الغذائية. على الرغم من أن التشخيص قد يُشعر المريض بالقلق، إلا أنه يمكن تحسين نوعية الحياة بشكل كبير من خلال تغييرات بسيطة ومتدرجة في نمط الحياة والعادات الصحية، ويمكنك إدارة الحالة والتحكم في صحتك باتباع الإرشادات التي يقدمها موقع “تايمز أوف إنديا”.
من الضروري أن تفهم حالتك بالكامل، إذ يحدث قصور القلب عندما تضعف القدرة على ضخ الدم، وقد يكون السبب ارتفاع ضغط الدم، أو تلف عضلات القلب، أو مشكلات في صمامات القلب. معرفة السبب الرئيسي ضروري لتوجيه العلاج بشكل صحيح، ويجب استشارة الطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة مع الاستمرار في المتابعة والتقيد بالتوصيات والعلاج الموصوف.
تغييرات بسيطة للحفاظ على صحتك
اتباع نظام غذائي صحي وملائم للقلب يعد من الخطوات الهامة، حيث يساعد في تقليل الأعراض وتحسين الحالة الصحية. يُنصح بتناول وجبات غنية بالألياف والبروتينات قليلة الدهون، مثل الأسماك، والدواجن، والعدس، مع الابتعاد عن الدهون المشبعة والأطعمة المصنعة التي تحتوي على مستويات عالية من الصوديوم. تعزيز صحة القلب يكون أيضًا من خلال تناول الدهون الصحية الموجودة في زيت الزيتون، والحد من تناول الملح والوجبات الجاهزة.
مراقبة وزنك مهم جدًا، خاصة لمَن يعاني من قصور القلب، إذ يمكن لزيادة الوزن المفاجئة أن تؤدي إلى تدهور الحالة، لذا ينصح بمراقبة الوزن يوميًا في الصباح وبتسجيل التغيرات، بالإضافة إلى التحكم في استهلاك السوائل، حيث أن احتباس السوائل يمكن أن يسبب أعراضًا أكثر حدة، ويجب استشارة الطبيب حول الكميات الآمنة من السوائل المسموح بها.
ممارسة الرياضة بانتظام تساعد على تقوية القلب وتحسين قدرته على ضخ الدم، لكن من الضروري أن تبدأ ببطء وتستشير الطبيب قبل الشروع في برنامج تدريبي، ممارستها معظم أيام الأسبوع لمدة 30 دقيقة مع الانتباه لعلامات التعب والإرهاق الشديد. تساهم التمارين المنتظمة في تقليل مخاطر الأمراض المصاحبة، وتحسين اللياقة والتحمل فقط إذا مارستها بشكل منتظم وبحذر.
الصحة النفسية وإدارة التوتر تدور حول الحفاظ على توازن العواطف والطاقة، حيث إن التوتر، القلق، والاكتئاب يمكن أن تُفاقم من أعراض القلب وتؤثر على جودة الحياة. من الضروري التواصل مع مجموعات دعم والتماس المساعدة النفسية عند الحاجة، بالإضافة إلى ممارسة تقنيات الاسترخاء والتواصل المستمر مع الأحبة والمحيطين.
تناول الأدوية وفق إرشادات الطبيب هو الركيزة الأساسية لإدارة قصور القلب، حيث يجب الالتزام بالمواعيد المحددة وعدم التعديل على الجرعات بدون استشارة الطبيب، مع مراجعة الطبيب بانتظام لمتابعة الحالة وتعديل العلاج إذا لزم الأمر. وفي حال ظهور أي علامات تحذيرية مثل ضيق التنفس، زيادة الانتفاخات، ضربات قلب غير منتظمة، السعال المستمر، أو زيادة الوزن المفاجئة، يجب مراجعة الطبيب فورًا، فهي علامات على تدهور الحالة تتطلب التدخل العاجل.
على المريض أن يتذكر أن التعايش مع قصور القلب يتطلب الوعي والتحكم المستمر، حيث يمكن من خلال تحسين عادات الحياة وتقليل المضاعفات المحتملة، الحفاظ على حياة ذات جودة وفترة أطول. التزامك بتعليمات الطبيب وتبني نمط حياة متوازن، يعينك على ذلك بشكل كبير ويجنبك الكثير من المضاعفات المحتملة.