يؤدي قلة النوم إلى إلحاق الضرر بالصحة، وتزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب، والاكتئاب، وضعف جهاز المناعة، ويعود ذلك إلى أن جسم الإنسان يحتاج إلى فترة كافية من الراحة لاستعادة النشاط وتعزيز الأداء اليومي.
تُظهر الدراسات الحديثة أن النوم المفرط، أي أكثر من تسع ساعات ليلاً، قد يحمل مخاطر صحية أكبر مما كان يُعتقد سابقًا، حيث يرتبط بزيادة احتمالات الوفاة، وارتفاع معدلات الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري وبعض الحالات النفسية، مما يُشير إلى أن النوم الزائد يمكن أن يكون علامة على وجود مشكلة أعمق تتطلب الانتباه.
أهمية النوم للصحة العامة
يعد النوم ضروريًا للحفاظ على صحة الجسم بشكل مماثل لأهمية التغذية والنشاط البدني، حيث يساهم في عمليات أساسية مثل إصلاح الأنسجة وتقوية الذاكرة وتنظيم الهرمونات، بالإضافة إلى تعزيز الجهاز المناعي والحفاظ على التوازن العاطفي والمعرفي، وهذه الوظائف ضرورية للأداء الجسدي والذهني خلال فترات اليقظة.
يشير خبراء الصحة إلى أن البالغين يحتاجون إلى من سبع إلى تسع ساعات من النوم المنتظم، حيث أن قلة النوم المستمرة تقلل من التركيز، وتؤدي إلى تعب، وتؤثر على الحالة المزاجية، ولها مخاطر صحية طويلة الأمد تشمل أمراض القلب، والسكتات الدماغية، ومرض السكري من النوع الثاني، بالإضافة إلى احتمالات الاكتئاب والقلق.
ما يحدث عند النوم أكثر من تسع ساعات
تشير الأبحاث إلى أن النوم لأكثر من تسع ساعات يرتبط بارتفاع نسبة الوفيات، إذ وُجد أن الأشخاص الذين ينامون أكثر من هذا يعرضون أنفسهم لمخاطر أكبر بنسبة تصل إلى 34% مقارنة بمن ينامون بانتظام بين سبع وثمان ساعات، ويعد الإفراط في النوم مرتبطًا بمشاكل صحية عدة، تشمل الاكتئاب، والألم المزمن، وزيادة الوزن، وعيوب التمثيل الغذائي، مثل مرض السكري من النوع الثاني.
هل النوم المفرط يسبب مشاكل صحية؟
تجب معرفة أن الدراسات تربط بين فترة النوم المفرطة وبعض المشاكل الصحية، إلا أن تلك العلاقات ليست دائمًا سببية، حيث قد يكون النوم المفرط أحد أعراض مرض أو حالة صحية مزمنة مثل انقطاع النفس أو الألم المستمر، أو نتيجة لتأثير الأدوية والأمراض، كما أن عوامل نمط الحياة مثل التدخين والخمول البدني والسمنة تتكرر بين من ينامون أكثر من اللازم، مما قد يسهم في تدهور حالتهم الصحية بشكل مستقل.
كمية النوم المناسبة لكل عمر
تختلف الاحتياجات بحسب العمر، فالمراهقون عادة يحتاجون إلى 8-10 ساعات، بينما يؤدي البالغون وظائفهم بشكل جيد بما بين 7 و9 ساعات من النوم، أما كبار السن فليست احتياجاتهم تتغير بشكل كبير، مع ذلك، لا يقتصر الأمر على مدة النوم فقط، بل أهمية جودة النوم وتواصله المستمر، إذ أن النوم غير المتواصل أو المقطوع لا يعد نومًا كافيًا أو صحيًا.
نصائح لعادات نوم صحية
لتحقيق نوم جيد، يُنصح بالالتزام بجدول نوم ثابت حتى في عطلات نهاية الأسبوع، والحصول على ضوء الشمس صباحًا، وممارسة النشاط البدني خلال النهار، وتجنب الشاشات والأضواء الزرقاء قبل النوم بساعة، بالإضافة إلى خلق بيئة مناسبة للنوم تكون باردة ومظلمة وهادئة، وممارسة أنشطة مهدئة مثل القراءة أو التأمل لتهدئة الذهن، الأمر الذي يُساعد على تحسين نوعية النوم بشكل عام.
متى يستدعي الأمر استشارة الطبيب
إذا لاحظت أنك تنام بانتظام أكثر من تسع ساعات وتشعر بالإرهاق المستمر، أو تعاني من تعب غير مبرر رغم فترات النوم الطويلة، فمن المهم مراجعة الطبيب، حيث أن النوم المفرط قد يكون علامة على وجود حالات صحية تتطلب علاجًا، كما أن اضطرابات النوم أو سوء جودتهما قد تؤدي إلى مشاكل صحية، وتزيد من احتمالات الإصابة بأمراض خطيرة أو الوفاة المبكرة.