يبدأ الكثير من الناس يومه بغسل وجهه بالماء الساخن أو بالاستحمام بالماء الدافئ، ويشعرون أن ذلك يمنحهم انتعاشًا وراحة فورية. ولكن وراء هذا الشعور المريح، تتراكم مخاطر على البشرة والشعر، إذ يمكن أن يسبب الماء الساخن أضرارًا تصعب ملاحظتها في البداية، لكنها تؤثر سلبًا على المدى البعيد. فالاعتماد المفرط على الماء الساخن في العناية بالبشرة يضر بالحاجز الطبيعي للجلد، مما يعرضه للجفاف والتلف والتقدم في العمر بشكل أسرع. ويؤدي استخدام الماء الساخن بشكل متكرر إلى إتلاف الطبقة الواقية للبشرة، مما يجعلها أكثر عرضة للعوامل البيئية الضارة مثل التلوث والرياح والكيميائيات الموجودة في مستحضرات التجميل.
الأضرار التي يسببها الماء الساخن للبشرة
يُحذر أطباء الجلد من الاعتماد المستمر على الماء الساخن، إذ يؤدي إلى احمرار وتهيج البشرة بسبب تمدد الأوعية الدموية الموجودة تحت الجلد، خاصة لمن يعانون من أمراض جلدية مثل الوردية. كما أن الماء الساخن يزيل الزيوت الطبيعية التي تنتجها البشرة للحفاظ على نضارتها ورطوبتها، مما يؤدي إلى جفاف الجلد وشعوره بالتشدد والشد. فضلاً عن ذلك، يسرع الماء الساخن من تكسير الكولاجين، وهو البروتين المسؤول عن مرونة البشرة ومظهرها الشاب، ما يسبب ترهلًا وظهور خطوط دقيقة بسرعة أكبر. كما أن البشرة تصبح أكثر حساسية وتعرضًا للالتهابات مع مرور الوقت بسبب تضرر الحاجز الجلدي، وتصبح أقل مقاومة لأي تغيّر في البيئة أو استخدام منتجات جديدة.
خطوات بسيطة للمحافظة على صحة البشرة
يمكن تحقيق ذلك بسيطًا من خلال استبدال الماء الساخن بالماء الفاتر عند غسل الوجه، إذ يكون لطيفًا على البشرة ويحافظ على الحاجز الطبيعي. تأتي أهمية ترطيب البشرة بعد غسلها، لذا يُنصح باستخدام مرطب خفيف يناسب نوع البشرة لترطيبها جيدًا، حيث يسهم ذلك في تجديد الخلايا وتقليل الجفاف ويمنح البشرة مظهرًا نضرًا وحيويًا. كما أن حماية البشرة من أشعة الشمس ضرورية جدًا للوقاية من علامات الشيخوخة المبكرة، لذا يُنصح باستخدام واقي شمسي بدرجة حماية عالية مع ارتداء قبعة ونظارات شمسية عند الخروج. ويُعزز الحفاظ على نظام غذائي صحي للبشرة، بالابتعاد عن السكريات والكربوهيدرات المصنعة، والتركيز على تناول البروتين والدهون الصحية والخضروات الورقية التي تساعد على إنتاج الكولاجين وتساعد على إبقاء البشرة مرنة وشابة. يجب أيضًا الحرص على شرب كمية كافية من الماء يوميًا، على الأقل لترين، فهي تروي البشرة من الداخل وتساعد على طرد السموم وتحافظ على إشراقها. وفي حال الضرورة، يمكن التفكير في استخدام مكملات غذائية تحتوي على مضادات الأكسدة، مثل البيتا كاروتين، لدعم تجديد الخلايا وحماية البشرة من العوامل المؤكسدة.