ما العلاقة بين اضطرابات النوم والإكزيما؟ نصائح لإدارة الحالة

تؤدي الإصابة بالتهاب الجلد التأتبي، أو ما يُعرف بالإكزيما الجلدية، إلى اضطرابات في النوم حيث يصعب السيطرة على أعراضه الليلة، مثل الحكة والتهيج والاستيقاظ المستمر، مما يسبب شعورًا بعدم الراحة وصعوبة في النوم. فالحكة المتكررة تثير الانزعاج عند الاستلقاء وتؤدي إلى استيقاظ متكرر قد يستمر طوال الليل، الأمر الذي يقلل من جودة النوم ويزيد من التعب والإرهاق في النهار. كما أن التغييرات في نمط الحياة، كتعديل درجة حرارة الغرفة واستخدام منتجات ملائمة، يمكن أن يساعد في تقليل حدة الأعراض وتحسين نوعية النوم بشكل ملحوظ.

العلاقة بين التهاب الجلد التأتبي والنوم

تشير الدراسات إلى أن الأشخاص المصابين بالتهاب الجلد التأتبي يعانون بشكل كبير من اضطرابات النوم، إذ تتراوح نسبة معاناتهم بين 33% و90%. يعود ذلك إلى زيادة الحكة في الليل، والحساسية، والالتهابات، والمحفزات الخارجية التي تؤدي إلى تفاقم الحالة. وتعتبر الحكة السبب الأساسي في اضطرابات النوم، فهي تعيق النوم العميق وتزيد من التوتر والقلق، مما يعوق الاسترخاء والاستراحة الكافية. مرض الزهايمر، أو التدهور المعرفي المرتبط بالعمر، يمكن أن يُعقد الحالة بشكل أكبر، حيث يؤثر على نوعية النوم وكميته بشكل يضاف إلى أعراض الإكزيما.

كيف تؤثر الإكزيما على جودة النوم؟

لا تؤثر الإكزيما فقط على الجلد بل تمتد لتؤثر على الجسم بأكمله، بما في ذلك النوم، حيث تسبب الحكة وعدم الراحة التي تعيق القدرة على النوم بشكل هادئ. حتى بعد النوم، تظل الرغبة في الحكّ مهيمنة، مما يؤدي إلى استيقاظ متكرر طوال الليل، ويؤدي الحرمان من النوم إلى زيادة الالتهاب في الجسم، فكلما زادت قلة النوم، زادت أعراض الإكزيما خلال النهار، مما يفاقم الحالة ويزيد من معاناة المريض.

اضطرابات النوم الشائعة المرتبطة بالإكزيما

يعاني مرضى الإكزيما غالبًا من الاستيقاظ المتكرر بسبب تهيج الجلد، كما أن نوعية النوم تصبح أقل عمقًا، مما يمنع الجسم من الحصول على الراحة الكافية. يؤدي ذلك إلى شعور بالنعاس والتعب خلال النهار، وقلق في الأداء اليومي، بالإضافة إلى ضعف التركيز والانتباه، فضلاً عن الإرهاق الشديد وشعور بالخمول المستمر خلال النهار بسبب قلة النوم الكافية والجودة الجيدة.

لماذا تتفاقم أعراض الإكزيما في الليل؟

تتفاقم أعراض الإكزيما ليلاً نتيجة عدة أسباب، أهمها ارتفاع درجة حرارة الجلد وفقدان الرطوبة. فبيئات النوم الحارة تؤدي إلى التعرق، وزيادة درجة حرارة الجسم خلال الليل، مما يجعل الحكة والتهيج أسوأ. وتزداد المشكلة عند استعمال الأغطية، حيث تزيد الحرارة والرطوبة، مما يحفز التعرق ويزيد الحكة والالتهاب. بالإضافة إلى ذلك، يكون الجلد أكثر عرضة لفقدان الماء والرطوبة ليلاً، خاصة في حالات البرودة والجفاف، مما يجعل البشرة أكثر حساسية وجفافًا، ويؤدي إلى تفاقم الحكة. أما المحفزات البيئية مثل العفن وبر(N) وبر(المفروشات غير الملائمة وبقايا المنظفات) فتزيد من تهيج الجلد. كما أن قلة التشتيت الليلي، حيث لا يوجد ما يشغل الذهن، تجعل الأحاسيس والحكة أكثر وضوحًا، وتزداد سوءًا نتيجة تركز الانتباه على التهيج عند الاستلقاء في هدوء الليل.

نصائح لتحسين النوم في حالة الإصابة بالإكزيما

خلق بيئة نوم مريحة يساعد في تقليل أعراض الإكزيما، فيبدأ ذلك بجعل غرفة النوم مكانًا مناسبًا للبشرة، بحيث تكون درجة الحرارة من 18 إلى 21 درجة مئوية، إذ تزيل ارتفاع أو انخفاض درجات الحرارة الشعور بالحكة وتخفف التهيج. كما ينصح بمكافحة الغبار والعث بواسطة غسل الأغطية بانتظام بالماء الساخن واستخدام أغطية مضادة للحساسية، وكذلك اختيار أقمشة ناعمة وتهوية جيدة كالقطن. ويجب الالتزام بروتين العناية بالبشرة قبل النوم، مع تجنب الماء الساخن واستعمال منظف لطيف، مع ترطيب البشرة جيدًا قبل الخلود إلى النوم باستخدام مرطب مناسب وفعال ضد الجفاف والتهيج. عند تفاقم الحالة، يستخدم الطبيب كريمات موضعية تحتوي على أدوية لعلاج النوبات الحادة، ويُفضل تجنب المنتجات ذات العطور وكحول الكحول والمواد المهيجة التي قد تزيد تهيج البشرة. أما خلال النهار، فالحفاظ على نظافة البشرة باستخدام منظفات لطيفة، وتجنب المنتجات العطرية القوية، يساعد في تقليل التهيج. كما يختار المصاب ملابس نوم قطنية وفضفاضة لتقليل الاحتكاك والاحتفاظ بدرجة حرارة الجسم، مما ينعكس إيجابيًا على جودة النوم والصحة بشكل عام.

تابعوا آخر أفكارنا الجديدة

اقرأ أيضاً
اترك تعليق

يعني التعليق على هذا المقال أنك توافق على شروط الخدمة.

اترك تعليق

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

اختيارات المحرر