مالمو كما لم تروها من قبل.. بين التاريخ العريق والحداثة المبهرة

تمكّن مدينة مالغو من الجمع بين عبق التاريخ وحداثة الحاضر بشكل متوازن وجميل، حيث تتجول في شوارعها فتجد في كل زاوية دليلاً على حقبة زمنية مختلفة من العصور الوسطى إلى العمارة المستقبلية. يبدأ الزائرون استكشاف مركز المدينة التاريخي، غاملا ستادن، الذي يضم منازل نصف الخشب وساحات حجرية قديمة بسحر لا يُقاوم. تجسد المتاحف مثل موديرنا موزيت مالمو تجربة ثقافية غنية، حيث تعرض فنونًا معاصرة في مبنى محطة كهرباء قديم من عام 1901، مع لوحات وفنون تركيبية لفنانين كبار مثل بيكاسو ودالي. تبرز العمارة الحديثة في مالمو من خلال مباني مميزة مثل تورنينغ تورسو، الذي صممه المهندس سانتياغو كالاترافا، وجامعة العالم البحرية المصنوعة من الألمنيوم والزجاج، إضافة إلى مشاريع مستدامة مثل Slussplan ومركز المعرفة البحرية، التي تعكس رؤية مستقبلية للهندسة المعمارية. تتجلى روح التاريخ القديم في غاملا ستادن، التي تضم ساحاتًا مهمة مثل ستورتيوريت وليلا توريت، حيث تتراصف المباني المبنية من الطوب الأحمر والمباني نصف الخشبية من زمن العصور الوسطى، وتحيط بها أجواء هادئة وطرق مرصوفة مناسبة للمشي أو ركوب الدراجات. في متحف فوتيفيكين، يمكن للزوار إعادة إحياء ماضي الفايكنغ عبر نماذج لأكواخهم، من منزل الزعيم إلى قاعات الحروب والعروض التفاعلية، مع فعاليات مهرجان الفايكنغ الذي يشمل ورش عمل ومعارك تمثيلية، ويعطي تجربة غنية بالتراث والتاريخ القديم.

استجمام على أشهر شواطئ مالمو

عندما تشرق الشمس، يتجه غالبية سكان مالمو إلى شاطئ ريبرسبورغ، وهو الأطول بين شواطئ المدينة، الذي يُعتبر وجهة مثالية لممارسة ركوب الأمواج، الشراعي، والطائرات الورقية، بالإضافة إلى الاسترخاء على الرمال. يضم الشاطئ حمّام تاريخي يعود افتتاحه إلى عام 1898، وهو من معالم المدينة البارزة، ويحتوي على مسبحين خارجيين في البحر مخصصين للنساء وللرجال، فضلاً عن ساونا وأحواض استحمام ساخنة ومرافق تدليك، مع وجود مقهى صغير يقدّم المشروبات والوجبات. في الشتاء، يرتدي بعض الجريئات ملابس السباحة ويخضن مياه البحر الجليدية قبل التوجه إلى الساونا للتدفئة، ويُقام في أول يوم اثنين من الشهر فعاليات يشارك فيها الجميع ليتمتعوا بالحمام الجماعي المفتوح للجميع.

الفن داخل موديرنا موزيت مالمو

تمتاز مالمو بوجود متحف موديرنا موزيت الذي يُعتبر الأبرز في عرض الفن المعاصر، حيث يُقام في مبنى محطة كهرباء قديم من عام 1901 تم تجديده ليُعكس روح الحداثة، مع وجود ملحق عصري داخل هيكل التوربين الأصلي. يعرض المتحف مجموعة واسعة من الأعمال الفنية الحديثة والتركيبية، بالإضافة إلى لوحات لفنانين عالميين مثل بيكاسو ودالي، ويُعد مكانًا مثاليًا للاستمتاع بالفن العصري والابتكارات الإبداعية.

أحدث تصاميم العمارة الحديثة في مالمو

تُعد مالمو متحفًا حيًا للأبنية المعاصرة، مع معالم معمارية فريدة من نوعها، أبرزها برج تورنينغ تورسو، الذي صممه سانتياغو كالاترافا كمنحوتة ملتفة ثم أعيد تصميمه ليصبح برجًا سكنيًا متعدد الاستخدامات، يقع في منطقة فسترا هامنن. تتواجد مبانٍ أخرى مثل جامعة العالم البحرية، المبنى المصنوع من الألمنيوم والزجاج، ومشاريع تجديد حضري مستدامة مثل Slussplan، التي تدمج التراث والمعاصرة، ومركز المعرفة البحرية المطل على الشاطئ، الذي يُعرف بتصميمه المبتكر ومنخفض الارتفاع، ليعكس التزام المدينة بالتطور العمراني المستدام.

قلب مالمو العائد للعصور الوسطى

تُعرف غاملا ستادن باسم المدينة القديمة، حيث تتنقل بين شوارع مرصوفة بالحجارة وتستمتع بمشاهد المباني ذات الطراز المعماري القديم والنماذج الأصيلة من المنازل نصف الخشبية التي تعود للعصور الوسطى، منها منزل ثوتسكا هوسيت الذي أُنشئ عام 1558، إلى جانب مباني حي القديسة غيرترود، الذي يُعد من الأمثلة الجميلة للمباني التاريخية المجددة، ويضم الآن مطاعم ومتاجر بوتيك. تتسم المنطقة بغياب حركة السيارات، مما يجعل المشي أو ركوب الدراجات فيها تجربة ممتعة. بينما تُعرض في الساحات التاريخية مثل ليلا توريت، والتي تُعد مركزًا للمشهد الثقافي والطعمي، تشتهر بوجود المطاعم التي تُقدم الأطعمة وسط أجواء تقليدية وحديثة في آن واحد.

إثارة روح الفايكنغ في متحف فوتيفيكين

يوفر متحف فوتيفيكين تجربة فريدة لتذكر ماضي الفايكنغ، حيث يعرض نماذج دقيقة لأكواخ هؤلاء القدماء، من منازل الزعماء إلى بيوت الصيادين والحرفيين، بالإضافة إلى منجنيق حربي كبير وقاعات تعرض دروع الفايكنغ، مع نماذج لسفن خشبية من نوع إيريك إيمون المُكتشفة. يُنظم في المتحف مهرجان أسبوع الفايكنغ خلال موسم الصيف، الذي يتضمن ورش عمل، معارك تمثيلية، وألعاب تقليدية مثل رمي الفؤوس ورمي السمك، بهدف إعادة إحياء حياة وأجواء تلك الحقبة. يقع المتحف على بعد حوالي 30 دقيقة بالسيارة من وسط المدينة، ويمكن الوصول إليه أيضًا بالحافلة رقم 15 التي تستغرق نحو ساعة، ليكون فرصة للتعرف على تراث عريق في قلب مالمو.

تابعوا آخر أفكارنا الجديدة

اقرأ أيضاً
اترك تعليق

يعني التعليق على هذا المقال أنك توافق على شروط الخدمة.

اترك تعليق

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

اختيارات المحرر