مالمو كما لم تعرفها من قبل.. بين التاريخ الحي والحداثة الماثلة

تتمتع مالمو بسحر فريد يجمع بين التاريخ العريق والحداثة، حيث تتناغم المباني القديمة والحديثة في تناغم جميل يجعل من زيارتها تجربة فريدة. يتجول الزائر في أرجائها ليكتشف في كل زاوية دليلاً على حقبة زمنية مختلفة، من العصور الوسطى إلى التصاميم المعاصرة، مما يعكس غنى تراث المدينة وتطورها المستمر. المركز التاريخي غاملا ستادن يرحب بالسياح برصيفاته وساحاته القديمة وبيوته نصف الخشبية، بينما المتاحف مثل موديرنا موزيت تقدم فنون المعاصرة في أجواء مبتكرة، حيث تتفاعل الأعمال الفنية مع المباني القديمة والمصادر التاريخية. الحياة اليومية تنبض على شواطئ ريبرسبورغ، حيث يلتقي البحر بالطبيعة والنشاط الاجتماعي، مع حمامات البخار التقليدية والمقاهي التي تقدم النكهات المحلية، إضافة إلى المطاعم الجماعية التي تحوِّل تجربة الطعام إلى حدث مجتمعي حي. متحف فوتيفيكين يعيد إحياء روح الفايكنغ من خلال عروض Leah وبيوت وتجارب تذكارية تعكس حياة الأجداد، مع فعاليات وورش عمل تفاعلية تبرز التراث القديم. كل ما في مالمو يدعو للاستكشاف والتمتع بكرم التراث وروعة الحداثة.

استجمام على شواطئ مالمو

عند بزوغ الشمس، يتجه العديد من سكان مالمو إلى شاطئ ريبرسبورغ، الذي يعتبر من أهم وأجمل الشواطئ في المدينة، ويُعد مكانًا مثاليًا لممارسة رياضات ركوب الأمواج والطائرات الورقية، بالإضافة إلى قضاء أوقات ممتعة مع العائلة على الرمال الناعمة. يضم الشاطئ حمام ريبرسبورغ البارد، الذي يعود تاريخه إلى عام 1898، وهو من رموز المدينة، ويفتح أبوابه طوال العام. يحتوي على مسبحين خارجيين في البحر، وساونات وأحواض استحمام ساخنة تُسخن بالحطب، بالإضافة إلى مرافق للعلاج بالتدليك ومقهى. في فصل الشتاء، يختار البعض الاستحمام في المياه الجليدية قبل التدفئة في الساونا، ويُقام في الأول من كل شهر يوم خاص للترحيب بجميع الأفراد بمسابح مفتوحة ومكان مخصص للفعاليات الاجتماعية.

الفن والمتاحف

تحتضن مالمو العديد من المعارض الفنية المعاصرة، ويُعد موديرنا موزيت مالمو من أبرزها، حيث يقع في مبنى محطة كهرباء قديم من عام 1901، أعيد تصميمه ليكون متحفًا يعرض أعمالاً لفنانين عالميين مثل بيكاسو ودالي، بالإضافة إلى الأعمال المعاصرة والتركيبية. المبنى يدمج بين المهارة التاريخية والتصاميم الحديثة بشكل مميز يجذب عشاق الفن. المدينة بشكل عام تعتبر متحفًا مفتوحًا للهندسة المعمارية المعاصرة، ويتجلى ذلك في مبانٍ مميزة مثل تورنينغ تورسو، الذي صممه المهندس سانتياغو كالاترافا، ويشبه البرج الملتف، ومجمعات حديثة كمبنى جامعة العالم البحرية، الذي يتميز بتصميم من الألمنيوم والزجاج على القناة، ومشاريع إعادة الاستخدام للمباني القديمة بأساليب عصرية، مثل مَطال العصور الحديثة المستدامة.

العمارة والتاريخ

تمثل حي غاملا ستادن قلب مالمو التاريخي، حيث تتناغم الشوارع المرصوفة بالحجارة مع المباني التي تعود للعصور الوسطى مثل المنازل نصف الخشبية، وأقدمها يعود إلى عام 1558. تتوزع في الحي الساحات التاريخية الرئيسية؛ ستورتيوريت، ليلا توريت، وغوستاف أدولف ستورغ، التي تحمل أسماء ملوك السويد السابقين، وتضفي أجواءً هادئة وساحرة لاكتشاف نمط الحياة في تلك الحقبة، مع وجود مباني مميزة من الطوب الأحمر وبيوت من الطراز المعماري القديم. المباني ذات الطراز التاريخي، مثل منزل ثوتسكا هوسيت، تستحق المشاهدة، خاصة أن بعضها أنقذ من الهدم خلال الستينيات بعد أن اشترتها البلدية وأعيدت إحياؤها، ليصبح المكان اليوم وجهة للمطاعم والتسوق. يمكن للزائرين أن يشهدوا منازل مانور الذاكرة، ويتعرفوا على تاريخ المدينة من خلال قلبها القديم المليء بالأجواء التاريخية والهدوء.

متحف الفايكنغ وفعالياته

يوفر متحف فوتيفيكين فرصة اكتشاف تاريخ الفايكنغ بشكل حي وواقعي، من خلال عرض أكواخ القرية الأصلية، بالإضافة إلى نماذج من السفن القديمة، مثل سفينة إيريك إيموني التي يبلغ طولها 11 مترًا، وتُعد من الاكتشافات التاريخية المهمة. يضم المتحف أدوات وأسلحة ومجسمات للمعارك، ويحتفل بمهرجان أسبوع الفايكنغ خلال عيد الفصح، حيث تقام فعاليات وورش عمل تركز على الحرف اليدوية تمزج بين التاريخ والمرح، وتوفر تجربة غنية لجميع أفراد الأسرة. يمكن الوصول إلى المتحف بسهولة عبر وسائل النقل العام، مع رحلة تستغرق حوالي ساعة من القلب التاريخي للمدينة، وتُعد زيارة المتحف فرصة لإعادة إحياء روح التقاليد القديمة والاستمتاع بعروض الفايكنغ الحية والعروض التفاعلية التي تجعل التاريخ حياً أمام أعين الزائرين.

تابعوا آخر أفكارنا الجديدة

اقرأ أيضاً
اترك تعليق

يعني التعليق على هذا المقال أنك توافق على شروط الخدمة.

اترك تعليق

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

اختيارات المحرر