يثبت العلم أن نقص النوم يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بمشكلات صحية خطيرة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية كالجلطات والنوبات القلبية، واضطرابات التمثيل الغذائي مثل السكري من النوع الثاني، بالإضافة إلى مشاكل الصحة النفسية من قلق واكتئاب، وبعض أنواع السرطان، ويؤدي إلى ارتفاع احتمالات الوفاة المبكرة.

تأثير النوم المفرط على الصحة

أظهرت دراسة حديثة مراجعة نتائج 79 بحثًا طويل الأمد تابعت الأفراد لمدة سنة على الأقل أن النوم أقل من سبع ساعات ليلاً يزيد من احتمالية الوفاة بنسبة 14% مقارنة بمن ينامون بين سبع إلى ثماني ساعات. وأشارت الدراسة أيضًا إلى أن النوم لأكثر من تسع ساعات في الليل يزيد من خطر الوفاة بنسبة تصل إلى 34%. وهذه النتائج تعني أن الاسترخاء لساعات أكثر من الحد الطبيعي قد يكون ضارًا، وفقًا لموقع “ساينس أليرت”.

الأبحاث السابقة وأهمية التوازن في النوم

تشير دراسات أخرى، مثل تلك التي نُشرت عام 2018، إلى أن النوم لأكثر من تسع ساعات مرتبط بزيادة خطر الوفاة بنسبة 14%. ويؤكد الباحثون أن الحصول على 7 إلى 8 ساعات نوم ليلاً هو الأمثل لصحة الجسم والعقل، حيث إن النوم المفرط قد يكون مرتبطًا أيضًا بمشاكل صحية مثل الاكتئاب والألم المزمن وزيادة الوزن واضطرابات التمثيل الغذائي.

الارتباط بين النوم الطويل والصحة السيئة

لكن يجب التنويه إلى أن هذه الدراسات لا تثبت أن النوم الطويل هو السبب المباشر للتدهور الصحي، إنما تظهر فقط وجود علاقة ثابتة بين النوم المفرط وسوء الحالة الصحية. فقد ينام الأشخاص لفترات أكثر بسبب أمراض مزمنة يحتاجون فيها إلى الراحة أو بسبب تأثير الأدوية أو ضعف جودة النوم، مما يدفعهم لفترة أطول في السرير لمحاولة التعويض عن نقص النوم.

تفسير العلاقة بين النوم الطويل والصحة

تتعدد العوامل التي يمكن أن تؤثر على العلاقة بين النوم المفرط والصحة السيئة، ففي حالة الإصابة بأمراض مزمنة، يحتاج المرضى إلى نوم أطول للتعافي أو يتسبب المرض والأدوية في زيادة الحاجة للراحة، كما أن اضطرابات النوم قد تضعف جودة النوم، مما يجعل المصابين يضطرون للبقاء في الفراش لفترات أطول لضمان التعويض. لذا فإن النوم الطويل غالبًا يكون نتيجة لمشاكل صحية وليس سببًا فيها بشكل مباشر.