تتمتع مدينة مالمو بقدرة فريدة على الجمع بين عبق التاريخ وحداثة الحاضر بشكل متناغم وجميل، إذ يمكن للزائرة أن تتجول في شوارعها وتجد في كل زاوية دليلاً على فترات زمنية مختلفة، من العصور الوسطى إلى العمارة الحديثة والمتطورة.
يجذب مركز المدينة التاريخي، غاملا ستادن، الزائرين بطابعه الساحر حيث تتداخل المباني نصف الخشبية مع الساحات الحجرية القديمة، ما يخلق أجواء آسرة يصعب مقاومتها. كما تبرز المتاحف مثل موديرنا موزيت مالمو، التي تعرض الفن المعاصر في مبنى محطة كهرباء قديمة وتحولها إلى منصة إبداع فريدة من نوعها، حيث يُعرض الفن الحديث وعمليات التركيب الفني من قبل كبار الفنانين.
أما الحياة اليومية في مالمو فتتجلى في المائدات المحلية المفعمة بالنكهات الأصيلة، والمشي على الشاطئ حيث الطبيعة والأنشطة الاجتماعية تتلاقى، خاصة على شاطئ ريبرسبورغ الذي يُعد من أشهر الشواطئ في المدينة. يضم الشاطئ حمّام ريبرسبورغ البارد، الذي أُسس عام 1898 ويحتوي على مسابح خارجية وساونات وأحواض استحمام ساخنة تعمل بالحطب، إضافة إلى مرافق التدليك ومقهى صغير. ويُفتح أبوابه طوال العام، مع إمكانية تجربة الاستحمام في المياه الجليدية في الشتاء، بينما يُنظم كل أول اثنين من الشهر حدث خاص يُعرف بQueer Kallis، حيث تكون جميع المسابح مفتوحة للجميع.
الفن والعمارة الحديثة في مالمو
تُعبر معارض الفن المعاصر، مثل موديرنا موزيت مالمو، عن روح المدينة الإبداعية، حيث يُعرض الفن الحديث والتركيبي ضمن مبانٍ قديمة ومصممة بطريقة عصرية، ويحتوي على لوحات لفنانين عالميين مثل بيكاسو ودالي. وتُظهر التصاميم المعمارية الحديثة في مالمو مدى تطور المدينة، من خلال مبانٍ مميزة أبرزها تورنينغ تورسو، الذي صممه المهندس سانتياغو كالاترافا، والذي بدأ كتمثال خارجي وتحول إلى برج سكني متعدد الاستخدامات في منطقة فسترا هامنن، كما شُيدت جامعات حديثة ومشاريع متعددة الاستخدامات تعكس الابتكار في الهندسة المستدامة.
وفي قلب المدينة التاريخي، توجد غاملا ستادن، المنطقة القديمة التي تجمع بين المباني ذات الطراز المعماري العتيق والممرات المرصوفة، حيث يمكن للزائرين الاستمتاع بالسير أو ركوب الدراجات بين الساحات التاريخية مثل ستورتيوريت وليلا توريت، اللتين تحويان المباني نصف الخشبية التي تعود إلى العصور الوسطى، وأقدمها منزل ثوتسكا هوسيت من عام 1558. يحيط المغامرة التاريخية بأجواء خلابة وتركز على القصص القديمة والطابع المميز للمباني القديمة المحفوظة جيداً.
تاريخ الفايكنغ وزيارات المتحف
يوفر متحف فوتيفيكين فرصة مميزة لاستكشاف ماضي الفايكنغ؛ حيث يُعيد بناء متحف المهاجرين أكواخ الفايكنغ الأصلية بشكل دقيق، ويتضمن نماذج لسفن قديمة مثل سفينة إيريك إيمون، إلى جانب معرض يضم أدوات الحرف التقليدية ومعروضات عن معارك وأساليب حياة الفايكنغ. خلال مهرجان أسبوع الفايكنغ في نهاية يونيو، يُنظم فعاليات تتضمن ورش عمل وتمثيليات حربية وألعاب تقليدية، مما يمنح الزائر فرصة للتعرف بشكل حي على حياة الفايكنغ القديمة. يمكن الوصول إلى المتحف بسهولة عبر وسائل النقل العامة أو بالسيارة، ويعتبر من أهم الوجهات التي تبرز عمق التاريخ في المدينة.