مالمو كما لم تروها من قبل.. بين التاريخ العميق والحداثة الملفتة

تُذهل مالمو بتركيبها الذي يدمج عبق التاريخ مع تطور الحاضر بطريقة متناغمة وجميلة. إذ يمكن للزائرة أن تتجول في أزقتها وتجد في كل زاوية دلائل على فترات زمنية متنوعة، من العصور الوسطى إلى تصاميم العمارة الحديثة والمستقبلية. يبدأ الفضول عند الوصول إلى مركز المدينة التاريخي، غاملا ستادن، حيث تتداخل المباني نصف الخشبية مع الساحات الحجرية القديمة وتخلق جوًا ساحرًا لا يُقاوم. ولا يقتصر الجمال على التاريخ فقط، بل يمتد إلى المتاحف مثل موديرنا موزيت مالمو، التي تعرض أعمال الفن المعاصر داخل مبنى قديم لمحطة كهرباء من عام 1901، حيث يُدمج الأثري بالحديث ليخلق تجربة فريدة من نوعها. كما يمكن للزائر أن يستمتع بالحياة اليومية في مالمو، سواء في ساحات الطعام التي تزخر بالنكهات المحلية أو على شاطئ ريبرسبورغ، حيث يتقاطع جمال الطبيعة مع النشاط الاجتماعي، بالإضافة إلى الحمامات التقليدية التي تقدم تجارب استحمام فريدة في المياه الباردة وساونا التدفئة بالحطب. لا يغيب عن المشهد الطابع الجماعي للمطاعم التي تتناول مفهوم الضيافة بطريقة مجتمعية، وتُحول تجربة الطعام إلى مشاركة نشطة. وإذا رغبت في استكشاف التاريخ القديم، فإن زيارة متحف فوتيفيكين تحملك إلى عصور الفايكينغ، مع عرضه لأكواخ القرية، والسفن القديمة، ومعارك التمثيل، بالإضافة إلى فعاليات مهرجان أسبوع الفايكينغ الذي يُعقد في موسم الصيف، حيث تتجلى روح المغامرة والتاريخ بشكل حي وملموس. في كل زاوية من مالمو، تطرح تجربة جديدة سؤالًا وتروي حكاية تنتظر من يكتشفها.

أشهر شواطئ مالمو

يُعد شاطئ ريبرسبورغ الوجهة الأساسية للزوار الذين يبحثون عن الاسترخاء والاستمتاع بأجواء الصيف المشمسة. يمتد الشاطئ على طول، ويوفر أماكن مثالية لممارسة ركوب الأمواج، والطيران الورقي، وتُقام على رصيفه مرافق حديثة تتيح للزائرين الاستجمام. يضم الشاطئ حمامًا تقليديًا قديمًا يعود تاريخه إلى عام 1898، يُعد من المعالم البارزة في المدينة، ويفتح أبوابه طوال السنة. يحتوي على مسابحين خارجيين في البحر، مخصصين للنساء والرجال، بالإضافة إلى ساونا وأحواض استحمام ساخنة تُسخَّن بالحطب، فضلاً عن مركز تهيئة وتدليك، ومقهى صغير يقدم المشروبات والوجبات. وفي الشتاء، يختبر البعض الجرأة بالاستحمام في المياه الجليدية، متبعينها بالساونا للتدفئة، وفي يوم الاثنين من كل شهر، يُفتح الحمام للجميع، حيث يُقام استضافة خاصة تسمى Queer Kallis، تتيح للجميع المشاركة في الأنشطة والفعاليات.

الفن داخل موديرنا موزيت مالمو

تقدم مالمو تجربة فنية مميزة من خلال متحف موديرنا موزيت، الذي يُعد من أبرز معالم المدينة في مجال الفن المعاصر. يقع المبنى في محطة كهرباء قديمة من عام 1901، وتم تجديده ليصبح معرضًا يعرض مجموعة واسعة من الأعمال الفنية الحديثة، بما فيها التركيبات واللوحات لفنانين عالميين مثل بيكاسو ودالي. يضم المتحف أُطُرًا فنية تدمج بين التراث والحداثة، ويوفر للزوّار فرصة للتأمل في الإبداع الفني عبر فضاءات غير تقليدية.

التصميم المعماري الحديث في مالمو

تُعد مالمو مدينة مفتوحة تعرض تصاميم معمارية معاصرة ومبتكرة، أبرزها برج تورنينغ تورسو، الذي صممه المهندس سانتياغو كالاترافا، ويتميز بتصميمه الملتف والمدهش، إذ بدأ كمجرد تمثال فنّي قبل أن يُصبح برجًا سكنيًا متعدد الاستخدامات يقع في منطقة فسترا هامنن بميناء المدينة. إضافة إلى ذلك، توجد مباني مثل جامعة العالم البحرية التي تتألف من الألمنيوم والزجاج وتطل على القناة، وتُعد من أحدث مشاريع المدينة. يشارك هذا النمط الحضري أيضًا مبنى مالمو سالوهول، وSlussplan الذي بُني في 2013، ويعكس الاهتمام بالهندسة المستدامة والتجديد الحضري. أما مركز المعرفة البحرية، فهو مثال على التصاميم المبتكرة المنخفضة الارتفاع التي تدمج بين التكنولوجيا والأداء البيئي.

الروح التاريخية في مركز غاملا ستادن

يطلق المحليون على مركز مالمو اسم غاملا ستادن، وهو القلب التاريخي للمدينة، حيث تتناغم شوارعه الحجرية وتختفي حركة السيارات، ليخلق أجواء مميزة للتجول قدمًا. يضم الحي ثلاث ساحات تاريخية رئيسية، مع مبانٍ عمرها قرون تعود للقرن الخامس عشر والسادس عشر، كالحجارة الملونة والأرصفة القديمة، ومن أبرز المباني منزل ثوتسكا هوسيت الذي يُعد أقدم المباني في المنطقة، ومباني حي القديسة غيرترود، التي كانت منازل مانور تاريخية وأُعيد استخدامها اليوم كمقاهي ومتاجر بوتيك. تُشاهد في المنطقة مباني نصف خشبية تعكس الطراز المعماري للقرون الوسطى، وتُعد ليلا توريت، التي أُنشئت في عام 1590، مركزًا لحياة المدينة مع مطاعم وأماكن للجلوس تتوسطها الميدان المفتوح، حيث يمكن الاستمتاع بالأجواء التاريخية والجلوس أمام المطاعم في الهواء الطلق.

متحف الفايكينغ ومهرجان أسبوع الفايكينغ

يُعتبر متحف فوتيفيكين من معالم مالمو البارزة، ويُعرض فيه نماذج دقيقة لأكواخ الفايكينغ الأصلية، بداية من منازل الزعامة والقبائل، مرورًا بالسفن القديمة التي أُكتشفت وأُعيد ترميمها، بالإضافة إلى معروضات عن معارك الفايكينغ وورش عمل ترفيهية. يُقام مهرجان أسبوع الفايكينغ خلال موسم الصيف، وهو حدث مليء بالألعاب الشعبية، والعروض التمثيلية، وورش العمل، حيث تتفاعل العائلات والزوار مع التاريخ بطريقة حية وممتعة. تقع المنطقة على بعد حوالي نصف ساعة بالسيارة من مركز المدينة، ويمكن الوصول إليها بسهولة عبر وسائل النقل العام، مما يجعلها فرصة خاصة لاكتشاف عراقة وتراث الفايكينغ في قلب مالمو.

تابعوا آخر أفكارنا الجديدة

اقرأ أيضاً
اترك تعليق

يعني التعليق على هذا المقال أنك توافق على شروط الخدمة.

اترك تعليق

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

اختيارات المحرر