تُحدثت الصحيفة البريطانية “ديلي ميل” عن وفاة هالك هوجان وأهميتها في عالم المصارعة، حيث أزاحت الأخبار المروعة الستار عن حالة المصارع الأسطوري تيري بوليا، الذي اشتهر بلقب هالك هوجان. ويُذكر أن المشجعين بدأوا يتساءلون عن مدى علاقة وفاته باستخدام المنشطات، خاصة مع تدهور حالته الصحية في الأشهر الأخيرة.

عن حياة هالك هوجان

كان هوجان، البالغ من العمر 71 عامًا، من أشهر المصارعين على مر التاريخ، حيث اشتهر في الثمانينيات بدوره البطولي في عالم المصارعة، وشارك في أفلام سينمائية شهيرة، منها “روكي 3” بجانب سيلفستر ستالون. تميز بشعره الأشقر وشعر شاربه الطويل، وجسده العضلي الذي وصل طوله إلى 6 أقدام و7 بوصات، مما جعله رمزًا للرجولة والقوة. انضم لأول مرة إلى منظمة WWE (المعروفة سابقًا باسم مؤسسة المصارعة العالمية) وارتدى ألوان الأصفر والأحمر، وكان نموذجًا للأخلاق الأمريكية، ويُعرف بطلابه “هولكامانياكس” الذين كانوا يتبعون نظام حياة صحي من خلال الفيتامينات والدعاء والاحترام والتفاني.

تدهور الصورة وإدمانه على المنشطات

بحلول بداية التسعينيات، بدأت الصورة العامة لهوجان تتراجع، إذ أعلن مرارًا أنه لم يستخدم المنشطات، موضحًا أن بنيته الجسدية كانت نتيجة تدريبات مستمرة وتغذية صحية. إلا أن الأدلة والشهادات القاضية أثبتت عكس ذلك، خاصة مع اعترافاته في محاكمة عام 1994، حيث أقر بتناول منشطات على مدى أكثر من 13 عامًا، وأنه استخدم هرمونات ذكورية بوصفة طبية لعلاجه من إصابات سابقة. تعتمد هذه المنشطات على مركبات تشابه هرمون التستوستيرون، وتُصرف لعلاج بعض الحالات الطبية، لكنها غالبًا ما تُسيء استخدامها من قبل الرياضيين، خاصة في مجالات كمال الأجسام والرياضات القتالية.

آثار المنشطات على الصحة ومخاطرها

تؤثر الستيرويدات على نمو العضلات، بما في ذلك عضلة القلب، وتربط الدراسات بين تعاطيها والنوبات القلبية، ضعف القلب، اضطرابات نظم القلب، واعتلال عضلة القلب. واعترف هوجان في حواراته الأخيرة باستخدامه لهذه العقاقير، معتذرًا عن ذلك، وموضحًا أن سنوات من تعاطي المنشطات تركت آثارًا دائمة على جهازه القلبي. ويعتقد أن تدهور صحته القلبية وتعبه المفاجئ كان نتيجة لهذه الممارسات غير الصحية.

الجدل حول المنشطات

ظهر هوجان في عام 1991 في برنامج تلفزيوني مؤكداً أنه لم يتعاطَ المنشطات، مدعيًا أن بنيته كانت طبيعية، إلا أن الأدلة الرسمية أظهرت أنه تناول هرمونات بوصفات طبية لأغراض علاجية، وكان ذلك سببًا في تدمير سمعته كمثال للنقاء والصحة، مما اضطره للابتعاد عن المصارعة لفترة. خلال التسعينيات، خضع لعدة عمليات جراحية بسبب الإصابات الناتجة عن المصارعة، ثم اعترف بأنه استخدم منشطات لأغراض طبية، رغم استمراره في إنكار سوء استخدامها بشكل غير قانوني.

مشكلات صحية وإدمان على المسكنات

عانى هوجان من مشاكل صحية عدة، وذكر في مقابلات أنه أصبح يعتمد على المسكنات بعد خضوعه لعمليات جراحية كثيرة لعلاج الإصابات المختلفة. قال إنه كان يستخدم مسكنات للألم بسبب الإصابات التي تعرض لها، واستمر في ذلك رغم تحذيرات الأطباء، قبل أن يدرك أنه لا يشعر بألم حاد وأن جسده يعاني من التعب المستمر. كما كشف عن إمراضه بمادة الكانابيديول (CBD) التي تُستخرج من الماريجوانا، ولكن دراسات حديثة تشير إلى عدم فائدة هذه المنتجات أو احتمالية أضرارها على الصحة.

علاقته بالكحول وقراره التوقف عنه

سبق أن أعلن هوجان أنه قرر التوقف عن تناول الكحول بشكل تام، موضحًا أنه كان يدمن على الشرب خلال سنوات ممارسته للمصارعة، ولكنه شعر بتحسن كبير بعد أن أصبح ذهنيًا صافياً وقرر أن لا يستهلك الكحول بعد الآن، وأنه لا يعتزم العودة إليه، مؤكدًا عدم إدمانه على أي مادة أو عادة سيئة أخرى.

وفاته وأسبابها

استيقظ صباح الخميس على مكالمة طارئة تُفيد بتعرض هوجان لأزمة قلبية حادة، فتوجه المسعفون إلى منزله، حيث نُقل على الفور إلى مستشفى مورتون بلانت، وأُعلن وفاته هناك. أشار مصدر مقرب من عائلته إلى معاناته من مشاكل في القلب، حيث كان يعاني من ضيق في التنفس، وتعب سريع، وفقدان الوزن، وكان يستخدم الأكسجين، مما يعكس تدهور حالته الصحية نتيجة سنوات من تعاطي المنشطات وتراكم الإصابات والأمراض المزمنة.