يُظهر بحث الأستاذ المشارك في جراحة القلب والصدر والهندسة الحيوية في جامعة بيتسبرغ أن القلب يمتاز بمقاومة طبيعية للسرطان، ذلك لأنه يبدأ في النمو في الرحم ويحتاج إلى خلايا قليلة جداً لتجديد نفسه بعد الولادة، بحيث تقل معدلات الانقسام بشكل كبير مع التقدم في العمر، وتُصبح أقل من نصف خلايا القلب تُستبدل طوال حياة الإنسان. هذا الانخفاض في معدل الانقسام يعزز من قدرة القلب على مقاومة السرطان، إذ يقلل من فرص وقوع أخطاء أو طفرات في الحمض النووي، كما أن القلب محمي داخلياً داخل القفص الصدري ويقل تعرضه للعوامل المسرطنة كالضوء فوق البنفسجي والمواد السامة.
سبب ندرة سرطان القلب وما يسببه
على الرغم من ندرته، إلا أن سرطان القلب قد يحدث أحياناً، وغالباً يكون ناتجاً عن انتقال خلايا سرطانية من أعضاء أخرى إليه، وهو ما يُعرف بالنقائل. بعض أنواع السرطانات، مثل سرطانات الجلد والثدي، قد تنتشر إلى القلب، لكن هذا أمر نادر الحدوث. وعندما يظهر، يكون سريع الانتشار وخطيراً جداً، غير أن الدراسات أظهرت أن المرضى الذين خضعوا للعلاج بواسطة الجراحة أو العلاج الكيميائي يعيشون لفترات أطول مقارنة بمن لم يتلقوا العلاج.
وظائف وتحديات علاج سرطان القلب
تعتمد معالجة سرطان القلب على جهود متعددة التخصصات تشمل العلاجات التلطيفية لتخفيف الألم، والعلاج التكاملي الذي يأخذ في الاعتبار العلاقة بين النفس والجسد، وتوفير الرعاية الشاملة للمريض. فالعلاج يتطلب تنسيقاً بين أطباء القلب والجراحة والأورام والأخصائيين النفسيين لضمان أفضل النتائج الممكنة.
الفرص الجديدة من فهم مقاومة القلب للسرطان
يؤدي فهم سبب مقاومة القلب للسرطان إلى فتح آفاق جديدة لعلاج السرطان، ضمنها تطوير طرق لتعزيز تجديد خلايا القلب بعد إصابته بالمرض، خاصة أن القلوب المصابة بفشل قلب تحتوي على خلايا أكثر انقساماً من القلوب السليمة، ولكن هذا لا يكفي لإعادة وظيفة القلب بشكل تلقائي. يأمل العلماء في استخدام تقنيات حديثة مثل إعادة برمجة الخلايا لتحفيز تجديد الأنسجة واستعادة وظيفة القلب بشكل فعال، مما يفتح المجال لعلاجات غير مسبوقة لمشاكل القلب المزمنة والسرطانات على حد سواء.