تبدأ الفتيات في إظهار تغيرات مفاجئة في سلوكهن دون سابق إنذار، فالبنت التي كانت هادئة ومنغلقة تلاحظ الأم أنها بدأت تتواصل بشكل أكبر مع أصدقائها وتبدي رغبة في التعبير عن آرائها، وكأن شخصية جديدة ظهرت فجأة. غالبًا ما تتساءل الأم: “لم تعد ابنتي كما كانت”، وتكتشف أن هذه التغيرات تشير إلى مرحلة المراهقة التي تمر بها الفتاة، مصحوبة بتغيرات نفسية وفسيولوجية وسلوكية مهمة، مما يتطلب التعامل معها بشكل واع وهادئ لضمان عبور هذه المرحلة بسلام وطمأنينة.

مرحلة المراهقة: تحول طبيعي يحتاج للفهم والدعم

أكدت الأخصائية هاجر نور الدين أن المراهقة مرحلة تحول أساسية في حياة الفتاة، حيث تخرج من عالم الطفولة لتبدأ مرحلة جديدة مليئة بالتقلبات العاطفية والجسدية. هذه التغيرات ليست مفاجئة، بل نتيجة طبيعية للنمو، وتتطلب مساحة من الفهم والتواصل بين الأم وابنتها. من الأولويات أن تترك الأم مساحة آمنة لابنتها لتعبر عن مشاعرها بحرية، وأن تستمع إليها بدون إصدار أحكام.

تقلبات المزاج والعزلة المفاجئة

تشجع الأخصائية على إنشاء “قائمة السعادة” التي تتضمن أنشطة تساعد الفتاة على تحسين حالتها المزاجية، مثل القراءة، أو ممارسة الرياضة، أو الرسم. أما بالنسبة للعزلة المفاجئة، فهي أمر طبيعي نتيجة للتغيرات الفسيولوجية، ويجب فهمها بدلاً من النظر إليها كمشكلة، مع مراعاة السياق النفسي وراءها.

التعامل مع التغيرات الفسيولوجية وبناء الثقة

تؤكد على أهمية توجيه الفتيات للتعبير عن مشاعرهن دون خجل، ومساعدتهن على اكتشاف نقاط قوتهن وثقتهن بأنفسهن. كما ينبغي تشجيعهن على تبني سلوكيات إيجابية، وتحديد أهداف واضحة والعمل على تحقيقها بروتين يومي منتظم، مما يساهم في التخفيف من تأثير العوامل الخارجية على حالتهن النفسية.

ورش عمل دعم نفسي للفتيات في الصيف

نظمت الأخصائية مبادرة تتضمن ورش توعوية صيفية للفتيات من عمر 12 إلى 18 عامًا، بمشاركة جمعيات وزارة الأوقاف، وتقام في مجموعات صغيرة لضمان توفر مساحة آمنة للتعبير. تركز الورش على التحديات التي تمر بها الفتيات، وتعريفهن بأدوات بسيطة لفهم ذاتهن والتعامل مع تقلباتهن النفسية. وفي ختام كل ورشة، يُعقد جلسة خاصة للأمهات لمناقشة التغييرات التي تمر بها بناتهن، مع تقديم مفاتيح عملية للتواصل معهن بطريقة فعالة وداعمة.