يواجه الكثيرون صعوبة في النوم بسبب ضغوط الحياة والتوتر المستمر، وهو ما يتطلب البحث عن حلول طبيعية وفعالة لمساعدتهم على الخلود إلى الراحة بشكل أفضل. فبالرغم من أن الأدوية والمنومات تعتبر خيارات مألوفة، ظهرت مؤخرًا بدائل أقل قسوة وأكثر لطفًا، تتمثل في ممارسة التمارين الخفيفة مثل اليوغا والمشي، التي تلعب دورًا هامًا في تحسين جودة النوم وتقليل الأرق.

التمارين وتأثيرها على النوم

تُعد التمارين الخفيفة، خاصة اليوغا والمشي، من الأدوات الفعالة التي تساعد على دعم النوم الكيفي، حيث أظهر تقرير من موقع Health أن بعض أنواع النشاط البدني لها أثر ملحوظ في تحسين مدة النوم وجودته. تساعد اليوغا، التي تعتمد على التنفس العميق والتحكم في الحركات، على إطالة مدة النوم وتقليل الوقت الذي يحتاجه الشخص للخلود. كما سجلت رياضات أخرى، مثل التاي تشي، نتائج إيجابية مماثلة، بالإضافة إلى المشي المنتظم الذي يساعد في تخفيف حدّة الأرق بشكل ملحوظ، رغم بساطتها.

كيف تؤثر الرياضة على النوم؟

تؤدي الأنشطة الرياضية إلى تنظيم توازن الهرمونات في الجسم، حيث تساعد على تقليل مستويات القلق وتحسين الحالة المزاجية. على سبيل المثال، التمارين التي تتطلب تنفسًا عميقًا وتحكمًا في الحركات، مثل اليوغا، تعزز إفراز هرمونات مهدئة مثل GABA والميلاتونين، وتقلل من هرمونات التوتر كالكورتيزول. حتى المشي البسيط يمكن أن يعيد ضبط الساعة البيولوجية إذا تم ممارسته في أوقات منتظمة، مما يعزز من فرص الاسترخاء والنوم الهادئ.

رأي الخبراء وطرق البدء

يؤكد الأطباء أن ممارسة التمارين بانتظام تشكل ركيزة مهمة لمنع اضطرابات النوم وتحقيق نوم طبيعي دون الحاجة للأدوية، خاصة عند حالات الأرق البسيطة إلى المتوسطة. لكنهم يحذرون من الاعتماد الكامل على التمارين في الحالات الشديدة، وينصحون بالحصول على تشخيص طبي دقيق عند استمرار المشكلة. يمكن البدء بممارسة نشاط بسيط مثل المشي أو جلسة يوغا قصيرة مساءً، مع التركيز على النشاط الذي تستمتع به، لأن ذلك يسهل الالتزام ويجعل الفوائد أكثر وضوحًا.

بالنظر إلى أن الأرق يؤثر سلبًا على جودة الحياة، فإن إدراج تمارين بسيطة ضمن نمط الحياة يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا. فهي ليست العلاج النهائي، لكنها بداية جيدة نحو نوم أكثر هدوءًا وحياة أكثر توازنًا.