كيفية تمييز أعراض انقطاع الطمث وقصور الغدة الدرقية المتشابهة

تبدأ التغيرات الجسدية والنفسية التي تمر بها النساء خلال فترة انقطاع الطمث بشكل تدريجي ومعقد، حيث تظهر أعراض مثل التعب المستمر وتقلب المزاج بشكل شائع. كما يمكن أن تظهر مشاكل في النوم وشعور بجفاف الجلد وضعف التركيز أو ما يُعرف بـ”ضباب الدماغ”، بالإضافة إلى زيادة غير مبررة في الوزن وتساقط الشعر. قد تلاحظ المرأة أيضًا تغيرات في المزاج، مع شعور بالكآبة أو اضطرابات عاطفية، ويزداد الأمر صعوبة عندما تتداخل أعراض انقطاع الطمث مع علامات اضطراب الغدة الدرقية، وهو اضطراب هرموني شائع أيضًا بعد الأربعين. في بعض الحالات، قد تتشابه الأعراض بين هذين الحالتين، مما يصعب التشخيص ويجعل تحديد السبب الحقيقي أمرًا تحديًا.

الأعراض التي يجب مراقبتها

تشترك أعراض انقطاع الطمث وقصور الغدة الدرقية في مجموعة من الأعراض مثل الإرهاق المستمر واضطرابات النوم، الاكتئاب أو تقلب المزاج، جفاف الجلد، وزيادة الوزن غير المبررة. كما تظهر علامات أخرى مثل ضعف التركيز وتساقط الشعر، وأحيانًا تتفاقم الأعراض بحيث تؤثر على الحياة اليومية. من المهم أن نوضح أن الاعتماد فقط على الأعراض الظاهرة قد يؤدي إلى خطأ في التشخيص، ولذلك يُنصح دائمًا بإجراء فحوصات دم دقيقة للتمييز بين الحالتين.

علامات تميز كل حالة

رغم التشابه الكبير بين أعراض انقطاع الطمث وقصور الغدة الدرقية، إلا أن هناك علامات محددة تميز كل حالة. فعند انقطاع الطمث، تظهر غالبًا الهبات الساخنة، والتعرق الليلي، وتقلبات الدورة الشهرية، وهي علامات واضحة على تغيرات هرمونية مرتبطة بسن اليأس. في المقابل، يُعرف قصور الغدة الدرقية عادةً بشعور دائم بالبرد، وبطء ضربات القلب، وخشونة الصوت، مع احتمال حدوث تورم في الوجه أو الأطراف. كما أن الحالة الذهنية تتأثر بشكل مختلف، ففي انخفاض هرمونات الغدة الدرقية، قد يُلاحظ تدهور الحالة العقلية أو الشعور بالحزن المفاجئ، خاصة إذا صاحبه بطء في الحركة أو صعوبة في الكلام.

التحاليل الهرمونية وأهميتها

تشدد المؤسسات الصحية على أهمية الاعتماد على التحاليل المخبرية الدقيقة بدلاً من الاعتماد فقط على الأعراض، لتجنب التشخيص الخاطئ. تشمل التحاليل قياس مستوى هرمون TSH لقياس نشاط الغدة الدرقية، وT4 الحر لتحديد مدى وظيفتها، بالإضافة إلى تحليل هرمونات FSH و LH لتحديد ما إذا كانت المرأة قد دخلت فعلاً في سن اليأس. بعض النساء يتلقين علاجًا هرمونيًا بناءً على التشخيص غير الصحيح، ظنًا بإصابتهن بسن اليأس، في حين أن الحالة تعود إلى اضطراب في الغدة الدرقية لم يُكتشف بعد.

ختامًا

فهم الاختلافات بين أعراض انقطاع الطمث واضطراب الغدة الدرقية ضروري ليس فقط للتشخيص الصحيح، وإنما أيضًا لاختيار العلاج المناسب. فالفحوصات الدموية الدقيقة تعتبر الوسيلة الوحيدة التي تضمن تحديد الحالة بدقة، وتساعد المرأة على تلقي العلاج الصحيح الذي يعيد لها توازنها واستقرارها النفسي والجسدي.

تابعوا آخر أفكارنا الجديدة

اقرأ أيضاً
اترك تعليق

يعني التعليق على هذا المقال أنك توافق على شروط الخدمة.

اترك تعليق

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

اختيارات المحرر