تقنية حديثة في التلقيح الصناعي تمنع إصابة الأطفال بمرض وراثي نادر

تطوير علماء بريطانيين تقنية جديدة لعمليات التلقيح الصناعي

أجرى علماء بريطانيون دراسة حديثة حول تقنية مبتكرة لنقل النوى من بويضة المرأة المصابة بطفرة في الحمض النووي إلى بويضة أخرى سليمة. تهدف هذه التقنية إلى تحسين نتائج عمليات التلقيح الصناعي وتقليل خطر الإصابة بالأمراض الوراثية، خصوصًا تلك المرتبطة بعيوب في الميتوكوندريا، لأنها تعتبر من الأسباب الشائعة للأمراض الأيضية الوراثية.

كيفية العمل في التقنية الجديدة وأهميتها

تُتبع عملية نقل النواة في مركز نيوكاسل للخصوبة، حيث عالجت 22 امرأة تعانين من طفرة في الحمض النووي للميتوكوندريا، وتم خلالها استبدال نواة بويضة المرأة المصابة بنواة من بويضة متبرعة تحتوي على ميتوكوندريا صحية. وبذلك، ينتج أطفال يحملون جينات من الأم والأب، مع استبدال الميتوكوندريا المعيبة بمتبرعة سليمة. أضافت عملية نقل النواة الحمض النووي من كل من الأم والأب، إلى جانب الحمض النووي للميتوكوندريا الجديدة، وتمت الولادة بنجاح لثمانية أطفال أصحاء.

حصلت نتائج الدراسة على مستويات منخفضة جدًا من الحمض النووي للميتوكوندريا في دم الأطفال، مما يدل على نجاح التقنية في تلافي انتقال الطفرات الضارة التي غالبًا ما تؤدي إلى أمراض قاتلة مثل ضعف الأعضاء الحيوية وتوقفها. على الرغم من ظهور حالة واحدة لطفل يعاني من ارتفاع في الكوليسترول وعدم انتظام في دقات القلب، إلا أن الحالة كانت محدودة وظلت تحت العلاج، وحقق الأطفال جميعًا نموا طبيعيًا.

الأهمية والتوقعات المستقبلية

أكد الدكتور زيف ويليامز، مدير مركز الخصوبة بجامعة كولومبيا، أن هذه التقنية تُعد خطوة مهمة تساهم في حدوث حالات حمل أكثر أمانًا وصحة، مع الحد من انتشار الأمراض الجينية الخطيرة. تعتبر الميتوكوندريا عضيات تلعب دورًا كبيرًا في إنتاج الطاقة للخلية، وتشارك في عمليات أيضية تشمل الدهون والأحماض الأمينية، إلا أن الطفرات في جيناتها تؤدي إلى أمراض تؤثر على الأعضاء التي تتطلب طاقة كبيرة، كالدماغ والعضلات والكبد.

تمثل هذه التقنية فرصة لعلاج الأمراض الميتوكوندرية التي تسبّبها الطفرات في الحمض النووي، وتقليل مخاطر انتقالها إلى الأطفال. إذ تُعد خطوة أساسية نحو تحسين صحة الأفراد وتقليل النزاعات الوراثية، مما يعزز الأمل في مواجهة الأمراض الوراثية الخطيرة بطرق فعالة ومبكرة.

تابعوا آخر أفكارنا الجديدة

اقرأ أيضاً
اترك تعليق

يعني التعليق على هذا المقال أنك توافق على شروط الخدمة.

اترك تعليق

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

اختيارات المحرر