تبدأ العلاقات الصحية دائمًا بوجود بيئة داعمة تعزز النمو الشخصي والتفاهم العاطفي، وتحترم الحقوق والحدود بين الأطراف. هذه العناصر تمثل الأساس لأي علاقة قوية ومتوازنة سواء كانت عاطفية أو عائلية. عندما تخالف العلاقات هذه المبادئ، فإنها قد تتحول إلى بيئة سامة تؤدي إلى الضرر النفسي والصحي للأشخاص المعنيين. لذا، من المهم التعرف على علامات بداية العلاقات السامة لكي يتجنب الأفراد الوقوع في أنماط سلبية يصعب التخلص منها لاحقًا.
علامات العلاقات السامة
تظهر علامات كثيرة تشير إلى أن العلاقة قد تكون في مسار غير صحي، ومن أبرز هذه العلامات انعدام الاحترام، حيث يُهمل طرف عدم احترام الحدود الشخصية أو يسخر من الطموحات والمشاعر، مما يخفض من احترام الذات ويقوض الثقة بالنفس. كما أن السيطرة والتلاعب تظهر عندما يسعى طرف واحد لفرض سيطرته على حياة الآخر، باستخدام مشاعر الذنب أو التهديدات أو منع المودة، وهو أمر يدل على خلل في توازن العلاقة ويؤدي إلى الإضرار بصحة النفس. النقد المستمر يُعد أيضًا علامة على سلوك غير مقبول، خاصة عندما يتحول إلى هجوم دائم على المظهر، أو السلوك، أو الإنجازات، بهدف هدم الآخر بدلاً من دعمه وتشجيعه.
أما العزلة فواحدة من أخطر العلامات، حيث يعمل أحد الطرفين على عزل الطرف الآخر عن محيطه من الأقارب والأصدقاء بهدف خلق تبعية كاملة، وهو ما يضر بحرية الشخص ويدمر روابطه الاجتماعية. الصراعات غير المحلولة تُعد من علامات التدهور، إذ إن تجاوز الخلافات دون حل يسبب تراكمًا للمشاكل، وعندما يُقابل التواصل العاطفي بالإغلاق أو التصعيد، تتحول العلاقة إلى ساحة استنزاف نفسي وعاطفي. وأخيرًا، فإن الإساءة النفسية أو الجسدية لا تغتفر، خصوصًا إذا استمرت مع استمرار الاعتذار، فهي علامات على سلوك مؤذي لا بد من التعامل معه بحذر وجدية، بما في ذلك التهديدات والسيطرة والعنف بكافة أنواه.