التهاب الزائدة الدودية عند الأطفال
يعد التهاب الزائدة الدودية حالة غير شائعة بشكل كبير بين الأطفال أقل من عمر عشر سنوات، إلا أنه يمكن أن يحدث في أي عمر من مراحل الطفولة. يُنصح الأهل دائمًا بالانتباه لأي علامات غير اعتيادية في الجهاز الهضمي لدى الأطفال والتوجه للطبيب عند ظهور أعراض مقلقة.
ما هو التهاب الزائدة الدودية؟
تتورم الزائدة الدودية، وهو كيس صغير يتصل بالأمعاء الغليظة، بسبب انسداده غالبًا براز متكتل، مما يؤدي إلى التهابها. يكون الألم الناتج عادة حادًا وشديدًا، ويبدأ غالبًا حول سرة الطفل ثم يتحول إلى الجانب الأيمن السفلي من البطن. يمكن أن تتطور الحالة بسرعة وتسبب انفجار الزائدة الدودية أو تمزقها، الأمر الذي يعرض الطفل لمخاطر صحية خطيرة بما في ذلك العدوى الشديدة التي قد تكون مميتة.
كيف يمكن معرفة أن الطفل يعاني من التهاب الزائدة الدودية؟
يُعد ألم البطن في الجهة اليمنى من الأعراض الأساسية لالتهاب الزائدة الدودية عند الأطفال، حيث يبدأ حول السرة ثم ينتقل إلى المنطقة السفلى على الجانب الأيمن. قد يظهر على الطفل صعوبة في المشي، ويزداد الألم عند السعال أو القفز. إضافة إلى ذلك، قد تظهر أعراض أخرى مثل الغثيان، قلة الشهية، ارتفاع درجة الحرارة، القشعريرة، التهيج، الإمساك، وأحيانًا الإسهال وتورم في البطن، خاصة لدى الأطفال الصغار.
المخاطر والمضاعفات
لا توجد عوامل خطورة معروفة يمكن تجنبها بشكل كامل، لكن وجود تاريخ عائلي للزائدة الدودية أو مرض التليف الكيسي قد يزيدان من احتمالية الإصابة. إذا لم يُعالج الالتهاب بسرعة، فإن الزائدة قد تنفجر وتنتشر البكتيريا إلى داخل البطن، مسببة التهابات خطيرة تصل إلى التهاب الصفاق أو تعفن الدم، وهو ما يشكل خطرًا على حياة الطفل.
طرق التشخيص والعلاج
يقوم الطبيب بفحص طبي شامل ويستفسر عن أعراض الطفل وتاريخه الصحي، وربما يطلب فحوصات مثل الأشعة السينية، أو الموجات فوق الصوتية، أو التصوير المقطعي، بالإضافة إلى تحاليل الدم والبول. في الحالات البسيطة، يُعالج الأطفال بالمضادات الحيوية فقط، لكن غالبًا ما يتطلب الأمر استئصال الزائدة جراحيًا، وهو إجراء آمن وفعال. يجب على الأهل أن يكونوا حذرين، خاصة مع الأطفال الأصغر سنًا، حيث تكون الأعراض غير واضحة وغالبًا ما تتطور الحالة بسرعة، إذ يمكن أن تنفجر الزائدة خلال 24 ساعة من ظهور الأعراض، مما يستوجب التدخل السريع لإنقاذ حياة الطفل.