تُعتبر الدوالي من الحالات الشائعة التي يعاني منها العديد من الأشخاص، وتظهر غالبًا مع التقدم في العمر أو بسبب نمط حياة غير نشط. رغم أن الدوالي ليست حالة خطيرة عادةً، إلا أنها قد تتسبب في مشاكل صحية خطيرة إذا لم تُعالج، خاصةً جلطات الدم التي تُعد من المضاعفات الخطيرة.
سبب حدوث الدوالي
تحدث الدوالي عندما تضعف جدران الأوردة أو تتضرر الصمامات التي تنظم تدفق الدم داخلها، مما يسمح للدم بالتراكم وتوسيع الوريد. تتضاعف فرص الإصابة مع التقدم بالعمر، لكن يمكن أن تظهر أيضًا في سن المراهقة إذا كانت هناك حالات ضعف في الصمامات أو عوامل أخرى ترتبط بالوراثة أو نمط الحياة. تشمل عوامل الخطر السمنة، الوقوف لساعات طويلة، الحمل، واستخدام منتجات التبغ، حيث تضعف جدران الأوردة وتؤدي إلى تمددها نتيجة ارتفاع ضغط الدم في الأوعية الدموية.
أسباب وعوامل الخطر
تتعدد الأسباب المؤدية لظهور الدوالي، إذ أن التاريخ العائلي والعوامل الوراثية يلعبان دورًا أساسيًا، بالإضافة إلى زيادة الوزن والسمنة، وأسلوب حياة يتطلب الوقوف المستمر، أو الحمل المتكرر، واستخدام التبغ. عندما تضعف جدران الأوردة، يتسبب ذلك في ظهور صمامات غير قادرة على العمل بكفاءة للسيطرة على تدفق الدم، فيتراكم الدم ويتورم الوريد، مما يسبب ظهور الدوالي بأشكال مختلفة، سواء كانت خطوطاً دقيقة أو عناكب صغيرة تحت الجلد.
المضاعفات المحتملة
على الرغم من أن الدوالي غالبًا لا تتسبب في مضاعفات خطيرة، إلا أن إهمال علاجها قد يؤدي إلى ظهور قرح مفتوحة، نزيف، التهاب، أو تغير لون الجلد في المنطقة المصابة. كما أن الحالات الشديدة من الدوالي تعتبر علامة على وجود قصور وريدي مزمن، مما يعيق قدرة الأوردة على ضخ الدم بكفاءة. قد تتطور الحالة إلى تكون جلطات دموية داخل الأوردة أو في أوردة عميقة، وتعد الجلطات في الأوردة العميقة أو الرئوية من أخطر المضاعفات التي تهدد حياة الشخص إذا لم تُعالج بسرعة.
طرق علاج الدوالي
لا يوجد حالياً علاج نهائي لدوالي الأوردة، لكن هناك العديد من الوسائل التي تساعد على تحسين الحالة وتقليل الأعراض. من بين هذه الطرق رفع الساقين بشكل منتظم لتنشيط تدفق الدم، إذ يساعد ذلك في تقليل الضغط على الأوردة، ويُنصح بعدم البقاء واقفًا لمدة طويلة. يرتدي البعض جوارب مرنة أو ضاغطة لمساعدتهم على تقليل الانزعاج ولتسهيل تدفق الدم الطبيعي داخل الأوعية الدموية. في حال استمرت الأعراض أو زادت، يمكن اللجوء إلى العلاج بالحقن حيث يتم حقن مادة تؤدي إلى التصاق الوريد ببعضه وتلاشيه، أو العلاج بالليزر الذي يُستخدم فيه تقنية تسمى الاستئصال الحراري الوريدي لإغلاق الوريد المتضرر بواسطة قسطرة رفيعة، مما يقلل من ظهور الدوالي.
كما يُمكن اللجوء إلى استئصال الوريد عبر إجراء جراحي بسيط يُسمى الربط والتجريد، حيث يُربط الوريد المصاب ويُزال جزء منه لمنع تراكم الدم والحد من تمدده، أما في الحالات الأكثر تعقيدًا، يُمكن إجراء عمليات أكثر دقة لإزالة أو ربط الأوردة المصابة، مع الحرص على مراقبة الحالة الصحية للمريض لتجنب المضاعفات الخطيرة كالجلطات أو التهابات الأوعية الدموية.
