عندما تتجاوز الخمسين، تبدأ العديد من الأمور في التغيّر، لكن ذلك لا يعني أنك أقل قدرة أو نشاطًا. بالعكس، يمكن أن تكون هذه المرحلة من أكثر المراحل التي يمكن فيها تحقيق توازن جيد بين راحتك الجسدية والذهنية إذا حسنت العناية بجسمك بشكل ذكي.
التمارين والنشاطات الملائمة لعمر الخمسين
لا تتطلب في هذا العمر ممارسة تمارين قاسية أو ساعات طويلة من الرياضة. ما تحتاجه هو وعي جديد لجسمك وفهم أكثر لطبيعة التغييرات التي تطرأ عليه. حرك جسمك لمدة عشر دقائق يوميًا، مع تمارين بسيطة مثل الوقوف وتحريك الذراعين، أو الجلوس والوقوف ببطء من على كرسي، أو الضغط الخفيف على الحائط. تلك التمارين تساعد على إبقاء عضلاتك نشطة وتعزيز استقرار جسمك، وتظهر نتائجها بشكل يفوق التوقعات مقارنة مع التمارين في الصالات الرياضية.
أهمية الحركة اليومية
تساعد الحركة البسيطة على كبح تراجع القوة العضلية الناتج عن التقدم في السن، ويشعر الفرد بزيادة في مستويات الطاقة والسيطرة على جسده بشكل أفضل. ذلك لأن نقص الحركة يسبب انخفاض تدريجي في عضلات الجسم، ويؤدي إلى ضعف الأداء في المهام البسيطة مثل المشي أو رفع الأشياء الخفيفة. لذا، فإن بضع دقائق من المشي أو التمدد يوميًا يمكن أن يصنع فرقًا كبيرًا في نوعية الحياة.
المرونة والتوازن.. أهمية لا تُستهان بها
مع مرور الوقت، يقل حفاظ الجسم على توازنه، لذلك من المفيد ممارسة تمارين بسيطة كالتوازن على قدم واحدة أو التمدد ببطء أثناء الجلوس. تساعد تلك التمارين على تقوية عضلات الجذع وتقليل خطر فقدان التوازن أو السقوط. أما مرونة المفاصل، فهي العامل المساعد في تقليل التيبس والألم، ويمكن تحفيزها بدقائق من التمدد يوميًا لتحسين الأداء وتقليل مشاكل التيبس.
الاستمرارية وعدم السعي للكمال
المفتاح هنا هو الاستمرار، وليس محاولة إتقان التمارين بشكل مثالي. تقليلاً للقلق، ركّز على جعل الحركة عادة يومية، حتى لو كانت قصيرة. عشر دقائق يوميًا تكفي لإحداث تأثيرات إيجابية متراكمة مع مرور الوقت، وكلما التزمت بها أكثر، زادت فوائدها على صحتك ونشاطك البدني والذهني.