السياحة في بلباو: أبرز المواقع وأمتع الأنشطة

تتميز بلباو بأنها أكبر مدن إقليم الباسك في شمال إسبانيا، وتشتهر بتاريخها الغني والمتنوع. بدأت استيطان الرومان للمنطقة في القرن الثاني، ولكن تطورها الحقيقي بدأ في العصور الوسطى حيث أصبحت مركزًا هامًا لتصنيع الصوف وخام الحديد، مما عزز مكانتها التجارية. خلال القرن السادس عشر، أصبحت من أهم موانئ إسبانيا، خاصة لصناعة بناء السفن والتجارة البحرية. وفي القرن التاسع عشر، زادت مكانة المدينة كمنتج رئيسي للحديد في أوروبا مع تنمية صناعة الصلب، والتي اعتمدت على المناجم الجبلية القريبة. شهدت المدينة تراجعًا اقتصادياً في أواخر القرن العشرين، لكنها استطاعت أن تعيد نفسها بفتح أبوابها للتكنولوجيا والابتكار، مستعيدة مكانتها كمركز صناعي وتجاري، مع احتفاظها بالتراث الصناعي العريق المتمثل في مباني ومعالم حديثة مثل متحف غوغنهايم. تظل بلباو العاصمة الاقتصادية لإقليم الباسك، وتتمتع باقتصاد قوي ومتطور يدعم تطورها المستمر. 

أفضل وقت لزيارة بلباو

يمزج مناخ المدينة بين جو البحر الأبيض المتوسط والمحيط، حيث يكون الشتاء معتدلاً والصيف دافئًا. يفضل البعض زيارة المدينة في فصلي الربيع والخريف، حيث يكون الطقس لطيفًا ويكون الحضور السياحي معتدل وأسعار الفنادق معقولة. يُنصح بالإقدام خلال شهور يونيو ويوليو وأغسطس إذا كنت تحب الطقس الحار، مع ملاحظة أن الأسعار تكون مرتفعة في هذه الفترة. ويُحبذ السياح الذين يفضلون الطقس البارد والقلّة الزحام أن يزوروا في يناير وفبراير، على أن يكون لديهم استعداد للأمطار الغزيرة. بشكل عام، تعتبر فترات الربيع والخريف الأفضل لزيارة بلباو، حيث يجمع الزائر بين مناخ مناسب وأسعار معقولة وأنشطة متنوعة.

مهرجانات بلباو

تحتفل المدينة بأنشطة ومهرجانات نابضة بالحياة على مدار العام، تعكس تراثها الثقافي والتاريخي. من أبرز تلك المهرجانات مهرجان أستي ناغوسيا الذي يقام في أغسطس لمدة تسعة أيام، ويتميز بالموسيقى والرقصات التقليدية والفعاليات في الشوارع. كما يُنظم مهرجان بيلباو بي بي كيه لايف في يوليو، ويقدم حفلات موسيقية لفنانين عالميين ومحليين. ويحتفل سكان المدينة بمهرجان سانتو توماس في ديسمبر، حيث تنتشر أكشاك المأكولات والموسيقى والرقصات التقليدية، مما يعكس غنى التقاليد الباسكية.

أماكن سياحية في بلباو

تضم المدينة متاحف عالمية المستوى، ومطاعم فاخرة، ومناطق عصرية، وأسواق طعام، بالإضافة إلى معمار حديث ومتقدم. تظهر من خلال المعالم جمالية تنوع المدينة وثراء ثقافتها. يعتبر جسر La Salve من أبرز المعالم الهندسية، حيث يوفر إطلالة رائعة على متحف غوغنهايم. وعلى مقربة منه يقع جسر Zubizuri المثير بإطلالاته، ويعرف أيضاً باسم جسر كالاترافا، ويمتاز بسطحه الزجاجي وتصميمه الأنيق. يتميز مدخل المدينة بجسر فيزكايا المصنف كموقع تراث عالمي، والذي بناه المهندس ألبرتو بالاسيو في أواخر القرن التاسع عشر، ويربط المدينة بالمناطق الصناعية القديمة. توجد في الساحة المركزية بلازا نويفا، مبانٍ مميزة تصطف على جانبيها المقاهي والمطاعم، وتُعد مكانًا مثاليًا للقاء والاستمتاع بالحياة الشارعية. تحيط بالحديقة دونا كاسيلدا دي إيتوريزار مناظر طبيعية خلابة، وتُعد منطقة هادئة للخروج من صخب المدينة، حيث تتداخل الأشجار والنخيل مع البحيرة الكبيرة التي تُستخدم في التجديف. لا تفوت زيارة متحف غوغنهايم الذي يعد أيقونة معمارية وفنية، حيث يوفر إطلالة متجددة على الفن الحديث والمعاصر، ويتميز بتصميمه الخارجي المكون من 35 ألف لوحة من التيتانيوم. يقع الحي التاريخي المعروف باسم “الشوارع السبعة” قرب مصب النهر، ويحتضن معالم تاريخية مهمة مثل كاتدرائية سانتياغو وكنيسة سان أنطونيو، والتي تأسس حولها تراث المدينة. ويُعتبر مسرح أرياغا من أقدم المسارح، حيث يستضيف برامج أوبرا ورقص عالمية، ويُعد من رموز الفنون الأدائية في المدينة بشكل عام.

تابعوا آخر أفكارنا الجديدة

اقرأ أيضاً
اترك تعليق

يعني التعليق على هذا المقال أنك توافق على شروط الخدمة.

اترك تعليق

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

اختيارات المحرر