تنتشر مؤخرًا بين الفتيات مفهوم يُعرف باسم “تريند الديدلاين” في العلاقات العاطفية، حيث يتم تحديد مدة زمنية معينة والتي يُطلق عليها “Deadline” بهدف تجنب استمرار العلاقة غير المتوافقة أو غير الصحية فقط من أجل تجنب الشعور بالخوف من فوات الأوان أو تكرار التجارب غير الناجحة. تتشارك الفتيات تجربتهن حول وضع خطة زمنية لمراجعة العلاقة، وهو ما أدى إلى جدل واسع بين المختصين والنفسيين حول مدى صحته وأمانه.
الأضرار النفسية لخطط الـ “Deadline”
توضح خبيرة تعديل السلوك والتأهيل الدكتورة ريم سعيد أن اعتماد الفتاة على تحديد وقت معين لمراجعة العلاقة قد يبدو في ظاهره خطوة منظمة، لكنه في الحقيقة يمكن أن يسبب أذى نفسي عميق. حين تستثمر الفتاة وقتها ومشاعرها في انتظار تغيير الطرف الآخر وهو لا ينوي ذلك، فإنها تعيش في دائرة من الإحباط والخداع المتكرر، مما يضر بصحتها النفسية ويزيد من شعورها بالخذلان.
الـ “Deadline” كأداة لتحسين العلاقات
بالرغم من التحذيرات، تؤكد الدكتورة ريم أن مفهوم الـ “Deadline” لا يُعد دائمًا سلبيًا، بل يمكن أن يكون أداة فعالة إذا استُخدم بوعي. فهي تنصح الفتيات بوضع قواعد واضحة يلتزمن بها في علاقاتهن، مثل تحديد أسس سلوكية وفكرية وشخصية تمر عبر فلترة الاختيارات بعناية. وجود مثل هذه القواعد يُساعد على حماية الصحة النفسية ويقلل من احتمالية الارتباط بأشخاص يعانون اضطرابات نفسية أو سلوكية.
الشروط الصحيحة للعلاقة الناجحة
تشير أخصائية تعديل السلوك إلى أن العلاقات العاطفية لا تقوم فقط على الحب والمشاعر، بل تعتمد على التفاهم والاحترام المتبادل والتكافؤ في المسؤوليات. وجود شروط واضحة منذ البداية يساهم في استقرار العلاقة ويزيد من فرص نجاحها على المدى الطويل. كما أن الإنسان بطبيعته يتغير مع مرور الزمن، وقد يكتسب سلوكيات إيجابية أو سلبية، ولهذا فإن وضع خطة زمنية أو “Deadline” يمكن أن يكون أداة لتقييم مدى قوة واستمرار العلاقة، بحيث يتم الانتهاء منها إذا لم تتحسن بعد انتهاء المدة المحددة.
متى يجب إنهاء العلاقة وفقًا للمفكرة
تؤكد أخصائية تعديل السلوك أنه في حال وصلت الفتاة إلى نهاية المدة التي وضعتها لنفسها ولم تلاحظ أي تغيّر إيجابي أو تقدم، فمن الحكمة أن تتخذ قرار إنهاء العلاقة بشكل فوري. فالعلاقات الصحية لا تبنى على الأمل فقط، بل تعتمد على الأفعال والمواقف الواضحة التي تثبت جدية الطرف الآخر ورغبته في التغيير. التخلص من علاقة سلبية يحمي الفتاة من إهدار طاقتها ويمنحها فرصة لبناء حياة أكثر استقرارًا وسعادة.
