تحدث الملاريا عندما يلدغك بعوض ويحمل طفيليًا يُسبب مرضًا خطيرًا. على الرغم من أن لدغة واحدة قد تكون كافية لإحداث مرض، إلا أن هناك نوعًا نادرًا من الملاريا يُمكن أن يُلحق ضررًا بالدماغ، ويُسمى الملاريا الدماغية، وهي حالة خطيرة جدًا.
ما هي الملاريا الدماغية؟
تشكل الملاريا الدماغية شكلًا خطيرًا من المرض، حيث يعيق الطفيلي المسمى المتصورة المنجلية تدفق الدم إلى الدماغ. يسبب ذلك تورم والتهاب الدماغ، ويمكن أن يصيب أي شخص، لكنه أكثر خطورة على الأطفال الصغار والنساء الحوامل.
كيف تصل الملاريا إلى الدماغ؟
تبدأ الحالة عادةً من خلال لسعة بعوضة، حيث يدخل الطفيلي إلى الدم ويصيب خلايا الدم الحمراء. في الملاريا الدماغية، تتصاق الخلايا المصابة بجدران الأوعية الدموية الصغيرة في المخ، مما يمنع وصول الدم والأكسجين إلى خلايا الدماغ. يؤدي هذا إلى تورم وتوقف وظائف الدماغ عن العمل بشكل طبيعي، ومع العلاج قد تظهر مشاكل في الذاكرة والكلام والحركة.
علامات وأعراض الملاريا الدماغية
تتطور أعراضها بسرعة، وتبدأ غالبًا بحمى شديدة وصداع قوي. مع تقدم الحالة، تظهر علامات مثل الارتباك، والنوبات، وصعوبة الاستيقاظ أو البقاء مستيقظًا. في بعض الحالات، تصل الحالة إلى الغيبوبة خلال ساعات فقط. إذا لاحظت ارتفاع درجة الحرارة، صداع شديد، تغيّر سلوك، نوبات، أو فقدان القدرة على الاستيقاظ، فأنت بحاجة إلى علاج فوري.
كيفية علاج الملاريا الدماغية
التدخل الطبي العاجل هو العامل الحاسم للنجاة. يُعطى المريض أدوية قوية عبر الوريد، ويُعالج الحمى والنوبات التي يعاني منها، بالإضافة إلى ضمان وصول كمية مناسبة من الأكسجين إلى الدماغ. يتطلب العلاج المبكر جدًا، فكلما تأخر، زادت احتمالية تلف المخ وفقدان الوظائف الحيوية أو الوفاة. حتى بعد الشفاء، قد يعاني البعض من مشاكل في الذاكرة أو الكلام أو الحركة، خاصة الأطفال الذين قد يصابون بنوبات صرع لاحقًا.
طرق الوقاية من الملاريا الدماغية
يمكن تقليل خطر الإصابة باتباع إجراءات بسيطة، مثل النوم تحت ناموسية معالجّة بالمبيدات الحشرية، واستخدام طارد للحوّاض على الجلد والملابس خاصة في الليل، وارتداء ملابس طويلة تغطي الجسم. كما يُنصح بتناول أدوية الوقاية من الملاريا في المناطق التي تنتشر فيها، خاصة إذا كنت من السكان أو المسافرين لمناطق عالية الخطورة. وإذا زُرت منطقة موبوءة، فاحذر من أعراض الحمى والصداع والتغييرات في الحالة العقلية، واطلب الرعاية الطبية فورًا عند ظهور أيّ من هذه الأعراض.