توفير السياسات الداعمة للتكنولوجيا في دبي يفتح أبواباً للشركات الصينية
تسعى دبي إلى جذب الشركات والتكنولوجيات المتقدمة من الصين، خاصة تلك التي تواجه تحديات داخل بلدها أو ترغب في توسيع نطاق عملها عالمياً. إذ توفر السياسات الحكومية والبيئة الاقتصادية المرنة، المناخ المثالي لتلك الشركات للنمو والتطور خارج الصين.
تحتضن دبي العديد من الشركات العالمية الكبرى في مجال التكنولوجيا، مع استضافة شركات مثل مايكروسوفت وغوغل أمازون، إلى جانب الشركات الصينية مثل بات دانس، وهواوي، وعلي بابا. وتُعد مدينة دبي للإنترنت مركزاً رئيسياً لهذا التحول التكنولوجي، حيث تتواجد مكاتب وفروع لشركات الدولتين وتعمل على تعزيز تواجدها في السوق المحلية والإقليمية.
زار المدير التنفيذي لـ«تيك توك» شو تشو زي دبي في 2024، مؤكداً التزام الشركة بالتوسع هناك، كما أن الموظفة أنجيلا جي لاحظت أن بيئة دبي الاقتصادية تقدم حوافز مجزية لعناصر التكنولوجيا الصينية، حيث يعمل في المكتب المئات من الموظفين، مشيرة إلى أن المدينة توفر بيئة تنمو بسرعة، تجعل من التكنولوجيا والاستثمار فيها هدفاً رئيسياً للشركات الصينية.
المدينة الذكية ودور المبادرات الحكومية
يرجع تطور قطاع التكنولوجيا في دبي إلى المبادرات الحكومية مثل «أجندة المدينة الذكية»، التي تدعمها هيئة دبي الرقمية، مع إنشاء مناطق حرة مثل مدينة دبي للإنترنت وواحة دبي للسيليكون، التي توضح سياسة الانفتاح والتشجيع على استقطاب الشركات الأجنبية، بما فيها الصين. هذه السياسات تسهل عمليات التأسيس والتوسع، وتوفر بيئة ملائمة لنمو التكنولوجيا والابتكار.
تُعد هذه القاهرة جاذبة للشركات الصينية، خاصة تلك التي تواجه صعوبات تنظيمية أو قيودًا داخل بلادها، وتسعى لتوسيع عملياتها بشكل عالم. كما أن زيادة عدد الصينيين المقيمين في دبي يعكس ارتفاع الطلب على المشاريع السكنية الراقية، مثل مرسى دبي ونخلة جميرا، وهو ما يعزز من مكانة الشركات الصينية في السوق العقاري والخدمات ذات الصلة.
شركة هواوي ومكانتها في دبي
اتخذت هواوي من دبي مركزاً إقليمياً لها في الشرق الأوسط منذ 2016، حيث تقدم خدمات متعددة مثل الاتصالات والحوسبة السحابية والإلكترونيات الاستهلاكية، وتساهم بشكل كبير في السوق الإماراتي من خلال متاجر عديدة تركز على المستهلكين المحليين والصينيين. وتنافس هواوي في مجال الحوسبة السحابية مع شركات كعلي بابا ومايكروسوفت وغوغل وأمازون، وتوسع وجودها من خلال منصة Cloud Stack 8.5 التي أطلقتها في المنطقة، بالإضافة إلى وجود أكثر من 6000 شريك في الشرق الأوسط وأفريقيا.
كما أن علي بابا، عبر وحدة الحوسبة السحابية، أنشأت مركز بيانات في دبي عام 2016، وأطلقت مركز تدريب في 2022 بهدف دعم شركائها وعملائها. وتلعب منصة «علي إكسبريس» دوراً هاماً في تسويق المنتجات الصينية، بما يتضمن السيارات الكهربائية والنظارات الذكية، مع زيادة مبيعاتها في المنطقة خاصة خلال مهرجان التسوق «618».
قطاع السيارات وتوجهاته في دبي
يُعبر قطاع السيارات عن توجه الشركات الصينية نحو دبي، حيث تنتشر صالات عرض لعلامات مثل «بي واي دي» و«نيو» و«زيكر»، إلى جانب العلامات الفاخرة مثل «رولز رويس» و«بينتلي». ويُتوقع أن يشهد السوق نمواً كبيراً، خاصة مع الطفرة الحالية في صناعة السيارات الصينية التي تشبه بدايتها في الصين مطلع الألفية، وهو ما يتجلى في تطور تكنولوجيا القيادة الذاتية. إذ تم توقيع شراكات لتنفيذ تجارب على سيارات الأجرة الذاتية القيادة في دبي، بما يمهد لإطلاق خدمات كاملة بدون سائق.
يشهد مشهد التكنولوجيا في دبي انتعاشاً ملحوظاً، مع تزايد اهتمام الشركات الصينية والهادفة إلى التوسع وطرح منتجات وخدمات مبتكرة تلبي حاجات السوق المتنامية، وذلك وسط بيئة داعمة ومرنة، تجعل من دبي مركزاً إقليمياً وعالمياً للتكنولوجيا والابتكار.