ما هو “العصب المبهم” وكيف يمكن لعلاجه أن يساعد في التغلب على القلق

ما هو العصب المبهم

يُطلق على العصب المبهم أيضًا العصب الحائر، وهو من الأعصاب الرئيسية للجهاز العصبي الباراسمبثاوي. يتحكم هذا العصب في وظائف لا إرادية للجسم مثل الهضم، معدل ضربات القلب، والجهاز المناعي، وتعمل هذه العمليات بشكل لا وعي من الشخص.

بالإضافة إلى تنظيم الوظائف الحيوية، يؤثر العصب المبهم على الحالة النفسية، حيث يمكن أن تساهم بعض العلاجات الموجهة إليه في تقليل أعراض مثل الاكتئاب والقلق. يُعد العصب المبهم وسيطًا مهمًا في التواصل بين دماغ الرأس ودماغ الأمعاء، مما يفسر الشعور بالغثيان أو القلق عند التعرض لمواقف معينة.

علاج العصب المبهم وكيفية عمله

يعتمد علاج العصب المبهم على استهداف «العصب الحائر» من خلال بعض الطرق التي قد تساعد في تقليل حالات القلق والاكتئاب. يُعتقد أنه يمتد من جذع الدماغ عبر الرقبة والصدر والبطن، ويُستخدم هذا النهج لعلاج حالات متنوعة. غالبًا ما يُعاني الأشخاص الذين تعرضوا لصدمات نفسية من فرط نشاط العصب المبهم، ما يظهر في أعراض مثل تقلبات المزاج والقلق، بالإضافة إلى مشاكل صحية أخرى كالغثيان والألم البطني. يربط العلماء بين وظيفة العصب المبهم واستجابتنا للتوتر، حيث يُعد بمثابة وسيلة تواصل بين عقل الرأس وعقل الأمعاء، مما يؤدي أحيانًا إلى شعور بالقلق أو الغثيان في مواقف صعبة.

تقنيات علاج العصب المبهم

تتنوع وسائل علاج العصب المبهم بين التحفيز غير الجراحي والتدخلات الجراحية. يُستخدم التنشيط عن طريق نبضات خفيفة، من خلال أجهزة مزروعة أو تمارين بسيطة كالتنفس العميق والهمهمة، لتحفيز العصب بشكل آمن. يمكن أيضًا تبريد العصب تبريدًا موضعيًا عبر غمر الوجه في ماء مثلج أو وضع الثلج على الصدر، لكنه قد لا يكون مناسبًا للجميع. أما في الحالات الأكثر حدة، فقد يُزرع جهاز يستخدم نبضات كهربائية لتحفيز العصب بشكل مستمر.

هل علاج العصب المبهم فعالًا؟

لم تتوفر أبحاث كافية حتى الآن حول فاعلية تحفيز العصب المبهم في علاج حالات مثل الاكتئاب والصداع والصرع، لذلك يحتاج الأمر إلى مزيد من الدراسات لمعرفة مدى تأثيره الحقيقي. ومع ذلك، أبلغ العديد من الأشخاص عن تحسن في حالاتهم، خاصةً بعد جلسات التحفيز غير الجراحية، حيث لاحظوا زيادة في مستوى الراحة، وتحسنًا في الهضم والنوم، بالإضافة إلى انخفاض أعراض التوتر والقلق والهلع. علاوة على ذلك، أصبحوا أكثر استرخاءً وقدرة على السيطرة على حالتهم النفسية بعد جلسة واحدة، مع وجود إمكانيات لتحسن أكبر مع استمرار العلاج، حيث يمكن ممارسته بجانب تمارين التنفس والتأمل، مما يجعله خيارًا مناسبًا للأشخاص المشغولين أو غير القادرين على إجراء تدخلات علاجية أكثر تعقيدًا.

تابعوا آخر أفكارنا الجديدة

اقرأ أيضاً
اترك تعليق

يعني التعليق على هذا المقال أنك توافق على شروط الخدمة.

اترك تعليق

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

اختيارات المحرر