ما هو العصب المبهم وكيف يعمل؟
يُطلق على العصب المبهم أيضًا اسم العصب الحائر، وهو أحد الأعصاب الرئيسية في الجهاز العصبي الباراسمبثاوي. يتحكم هذا العصب في الوظائف اللاإرادية للجسم مثل عملية الهضم، معدل ضربات القلب، والجهاز المناعي، وهذه الوظائف لا يمكن التحكم فيها بشكل إرادي. بالإضافة إلى ذلك، يؤثر العصب المبهم على الحالة النفسية للإنسان، حيث يمكن أن تساهم علاجات معينة تستهدفه في تقليل أعراض مثل الاكتئاب والقلق. يعمل العصب كوسيلة تواصل بين دماغ الإنسان وظيفيًا، حيث يربط الدماغ الأول الموجود في الرأس مع الأمعاء، موفرًا استجابة فورية لمختلف المواقف من خلال تنظيم استجابتنا للتوتر أو الإجهاد.
علاج العصب المبهم وكيف يتمّ؟
يعتمد علاج العصب المبهم على تقنيات متنوعة تستهدف تنشيط هذا العصب، بهدف تحسين الحالة الصحية والنفسية. تبدأ بعض الطرق بتنشيط العصب باستخدام نبضات كهربائية خفيفة تُرسل إليه عبر أجهزة مزروعة أو عن طريق تمارين بسيطة كالتنفس العميق أو الهمهمة. كما يمكن تطبيق طرق غير جراحية مثل غمر الوجه في ماء بارد أو وضع الثلج على الصدر، إلا أن هذه الطرق لا تعتبر دائمًا آمنة للأشخاص الذين يعانون من حالات صحية خاصة. هناك أيضًا أجهزة طبية تقوم بزرع جهاز يرسل نبضات كهربائية لتنشيط العصب بشكل مستمر، خاصة عند من يعانون من اضطرابات أكثر حدة.
هل علاج العصب المبهم فعال بالفعل؟
رغم أن الدراسات حول تحفيز العصب المبهم لعلاج حالات مثل الاكتئاب والصداع والصرع ما زالت محدودة، إلا أن بعض الأبحاث أظهرت نتائج إيجابية. يذكر أن بعض الأشخاص الذين خضعوا للعلاج، خاصة باستخدام البروتوكولات السمعية التي تحفز العصب دون تدخل جراحي، لاحظوا تحسنًا في النوم والهضم، وكذلك في التوازن العام والأداء النفسي والجسدي. أظهرت تجاربهم تقليل التوتر، وتحسن القدرة على التركيز، والتفاعل بشكل أفضل مع مختلف المشاعر، مع انخفاض أعراض نوبات الهلع والقلق والاكتئاب. يمكن أن يشعر المرضى بالراحة والاسترخاء بعد جلسة واحدة، ويُعتقد أن الاستمرار في ممارسة التقنيات بشكل منتظم يساهم في تحسين القدرة على التكيف مع التوتر وترقية الحالة المزاجية، خاصة إذ يمارس الفرد تلك التمارين مع تمارين التنفس والتأمل بشكل منتظم.
