يقوم قياس البصمة الكربونية على تحديد كمية انبعاثات الغازات الدفيئة التي تنتج عنها أنشطة الإنسان والقطاعات المختلفة، خاصة ثاني أكسيد الكربون الناتج عن الأنشطة الصناعية، والاستخدام اليومي للموارد، وفضلات الطعام التي يتم هضمها. هذا القياس يهدف إلى معرفة حجم التأثير البيئي والحد منه من خلال تتبع الانبعاثات التي تسهم في الاحتباس الحراري.
مكونات البصمة الكربونية وتقليلها
تنتج الغازات الدفيئة، خاصة ثاني أكسيد الكربون، من مصادر متعددة بداية من المنشآت الصناعية، وصولًا إلى الأفراد، من عاداتهم اليومية واستعمال الموارد، وحتى المخلفات الناتجة عن الطعام. تقليل هذه البصمة يتطلب جهودًا شخصية ومؤسسية منها الحد من النفايات، واعتماد أنظمة غذائية غنية بالنباتات، وتقليل الأطعمة المعالجة التي تسهم في زيادة انبعاثات الكربون، خاصة المشروبات كالقهوة والشوكولاتة.
صلة الغذاء بالاحتباس الحراري
يساهم إنتاج الغذاء عالميًا بحوالي 30% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وتصل إلى أكثر من 3 كيلوجرامات من ثاني أكسيد الكربون يوميًا للفرد في بعض الأنظمة الغذائية، مع هدر حوالي 35% من الطعام. إذا استمر هذا الوضع، ستتضاعف الأضرار البيئية بحلول عام 2050، مما يجعل حساب التأثير البيئي من خلال الخيارات الغذائية أمراً هامًا لكنه معقد.
خيارات غذائية تقلل من البصمة الكربونية
تشير الدراسات إلى أن الالتزام بإرشادات غذائية صحية واختيار أطعمة منخفضة الكربون يمكن أن يخفض تأثير النظام الغذائي على المناخ بنسبة تصل إلى 42%. يتطلب هذا التحول تقليل استهلاك اللحوم الحمراء والألبان، واستبدالها بالدواجن أو المأكولات البحرية، واستخدام بدائل نباتية للحليب، وتقليل استهلاك القهوة والشوكولاتة. كما أن تناول الفواكه والخضروات الطازجة بدلاً من الأطعمة المصنعة يساهم بشكل كبير في تقليل البصمة الكربونية.
التخلص من العادات الغذائية الضارة للبيئة والصحة
كلما كانت الأطعمة التي نتناولها خالية من المعالجة وتنبع من مصادر نباتية، كانت مساهمتها أقل في انبعاثات الكربون، وتكون مفيدة للصحة أيضًا. الحد التدريجي من استهلاك اللحوم والأطعمة المعتمدة على المنتجات الحيوانية، مع استبدالها بأطعمة نباتية أو تقليل كمية الطعام المهدر، يُعد خطوة مهمة نحو استدامة البيئة وتحسين جودة الحياة.