تُعَد فيلنيوس، عاصمة ليتوانيا، واحدة من الوجهات الأوروبية المثيرة التي تقدم مزيجًا فريدًا من الهندسة المعمارية والتراث الثقافي. تقع في الجزء الجنوبي الشرقي من البلاد، وتُعرف بشوارعها القديمة الجميلة وقلعتها الرائعة، مما يجعلها وجهة مثالية لاستكشاف منطقة البلطيق. يزورها السائحون ليستمتعوا بمعالمها التاريخية، والمتاحف المثيرة، والمعارض الفنية التي تبرز على مدى العصور.
تاريخ فيلنيوس
بدأت المستوطنات الأولى في المنطقة منذ القرن الثالث عشر، حين أسس الدوق الأكبر جيديميناس المدينة في عام 1323 وجعلها عاصمة لدوقية ليتوانيا الكبرى. في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، بلغت المدينة ذروتها وتحولت إلى مركز ثقافي وفكري، حيث جذب العلماء والفنانين والحرفيين من مختلف أنحاء أوروبا. تحت حكم سلالة ياغيلونيان، أصبحت جزءًا من دوقية قوية ومؤثرة في أوروبا الشرقية. في عام 1569، دخلت في اتحاد مع بولندا، واستمر هذا الارتباط لعدة قرون، مما شكل مسارها التاريخي والثقافي، غير أن أواخر القرن الثامن عشر شهد سيطرتها من قبل روسيا، مما أضعف مكانتها. بعد الحرب العالمية الأولى، أعلنت ليتوانيا استقلالها، لكن سرعان ما احتلتها بولندا، ثم في عام 1940، انضمت إلى الاتحاد السوفيتي، خلال الحرب حلت محلها ألمانيا. عادت واستقلت في عام 1991، وأصبحت منذ ذلك الحين مركزًا ثقافيًا واقتصاديًا حديثًا ومتطورًا.
حقائق عن فيلنيوس
يبرز شارع بيليس في البلدة القديمة كواحد من أضيق الشوارع في العالم، كما أن المدينة تتمتع بنصيب وافر من الأدب، حيث عاش فيها وأبدع العديد من الكتّاب المعروفين مثل تشيسلاف ميلوش وآدم ميكيفيتش. تتسم بالمساحات الخضراء والحدائق الجميلة، مما يجعلها مكانًا مناسبًا للأنشطة الخارجية كالمشي وركوب الدراجات والتجديف بالكاياك. كما تشتهر الكرة الطائرة الشعبية في البلاد، ويُعد فريق ليتوفوس ريتاس جزءًا هامًا من حياة السكان. تقدم المدينة أيضًا مشهدًا طعاميًا متنوعًا، من الأطباق الليتوانية التقليدية إلى الأطعمة العالمية، وتظل وجهة سياحية مهمة بجانب براغ ومدن أخرى، حيث لا تزال تمثل جوهرة غير مكتشفة تقريبًا في أوروبا الشرقية.
أماكن سياحية في فيلنيوس
تحتضن المدينة العديد من الحدائق، مثل حديقة برنارديناي وحدائق تراكاي التاريخية، وتُعَد الأنشطة الخارجية من المشي وركوب الدراجات والتجديف من الأنشطة المميزة. من بين المعالم السياحية البارزة، تأتي المدينة القديمة التي تعتبر واحدة من أكبر المراكز التاريخية في منطقة البلطيق، حيث تكتظ بالمباني القديمة ذات الأساليب المعمارية المتنوعة، من القصور الباروكية والكلاسيكية إلى الكنائس والكاتدرائيات القوطية. تنتشر في أرجائها المقاهي والمطاعم ذات الأجواء التاريخية، بحيث يمكن التجول بين ساحات القلعة و ساحة الكاتدرائية بسهولة. كما يُعد برج جيديميناس من أهم المعالم، حيث يوفر رؤية بانورامية خلابة للمدينة من علِ، ويقع على قمة تل، ويمكن الوصول إليه عبر رحلة بالقطار المائل. بالقرب منه، يوجد قصر دوقات ليتوانيا الكبرى على شكل معلم بقاعاته الباروكية والقوطية، وهو الآن متحف يعرض تاريخ ليتوانيا وأثارها القديمة. ولا يفوت الزائر زيارة متحف فيلنيل للأوهام الذي افتتح عام 2016، والذي يقدم تجارب تفاعلية فريدة تركز على الأوهام البصرية، مع عروض الواقع الافتراضي وتركيبات فنية مدهشة.