يبدأ الألم المستمر في المعدة بالتعبير عن وجود مشكلة تستمر لأسابيع أو شهور، ويختلف عن آلام المعدة العرضية التي تكون قصيرة وتختفي بسرعة. فالألم المزمن لا يختفي تمامًا وقد يظهر ويختفي بشكل متقطع، أو يزداد سوءًا مع مرور الوقت، ويشعر المريض غالبًا بعدم الراحة في المنطقة العليا من البطن والتي تحتوي على الأعضاء الهامة مثل المعدة، الأمعاء، الكبد، والبنكرياس، وغيرها من الأعضاء التي يصعب تحديد المشكلة بدقة بدون فحوصات طبية.
أسباب شائعة لألم المعدة المستمر
تتنوع أسباب الألم في المعدة من أسباب بسيطة وغير مقلقة، مثل عسر الهضم أو إجهاد العضلات، إلى أسباب أكثر خطورة، كالأمراض السرطانية أو مشاكل في الأعضاء الداخلية. وتُظهر الدراسات أن حوالي عشرة في المئة من الأشخاص الذين يعانون من ألم في البطن يكون لديهم مشاكل صحية حادة أو حالات تتطلب علاجًا فوريًا، وتتضمن الأسباب الالتهابية والمعدية، بالإضافة إلى المشاكل البنيوية والوظيفية والأمراض الخطيرة التي تستدعي اهتمامًا عاجلاً.
متلازمة القولون العصبي (IBS)
تؤثر على الأمعاء وتسبب تقلصات، انتفاخ، وغازات، مع عدم وجود ضرر واضح للأمعاء، ولكن الألم يظل متكررًا ويؤدي إلى انزعاج مستمر في البطن.
مرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD)
يحدث عندما يتدفق حمض المعدة إلى المريء بشكل خاطئ، مما يسبب إحساسًا بحرقة في الصدر أو الحلق، وقد يتحول إلى مشكلة يومية إذا لم يُعالج ويترك دون علاج.
التهاب المعدة والقرحة الهضمية
تتسبب بآلام حادة أو حارقة في الجزء العلوي من البطن، وغالبًا ما يكون سببها عدوى بكتيرية تسمى جرثومة المعدة، أو استخدام مفرط لمسكنات الألم مثل الإيبوبروفين، وتُسبب الغثيان والانتفاخ.
اضطراب الاضطرابات الهضمية (السيلياك)
هذه حالة مناعية ذاتية يصعب ملاحظتها، حيث يهاجم الجسم الجلوتين في الأطعمة، وقد تؤدي إلى آلام في المعدة، إسهال، والإرهاق، مع نقص العناصر الغذائية، وتُعد حالة صحية خطيرة تحتاج علاجًا خاصًا.
الأسباب الالتهابية والمعدية
تشمل التهاب الرتج، الذي يتكون فيه جيوب في القولون قد تلتهب وتسبب ألمًا في الجانب الأيسر السفلي من البطن، أحيانًا مع حمى وغثيان. كما أن داء كرون والتهاب القولون التقرحي من أمراض الأمعاء الالتهابية التي تسبب ألمًا مستمرًا، بالإضافة إلى التهاب الحوض عند النساء الناتج عن عدوى بكتيرية خطيرة، مما يعرّض الصحة لمخاطر طويلة الأمد إن لم يُعالج بشكل مبكر.
المشاكل البنيوية والوظيفية
تتضمن حصوات المرارة التي تتكون في المرارة وتعيق تدفق الصفراء، مسببة ألمًا مفاجئًا وشديدًا بعد الأكل الدسم، وحصوات الكلى التي تسبب ألمًا منشطًا في الظهر أو الجانب، ويمكن أن ينتشر إلى أسفل البطن والفخذ. أما الفتق، فهو بروز نسيج أو عضو عبر جدار البطن، ويصاحبه انتفاخ وألم عند السعال أو الرفع، ويجب علاج الحالة لتجنب المضاعفات.
حالات خطيرة تتطلب متابعة طبية فورية
يعد السرطان من أخطر الأسباب التي قد تظهر كألم مزمن في البطن، وخاصةً عند تفاقمه مع الوقت، يرافقه فقدان الوزن أو تغير في العادات، ويجب استشارة الطبيب فور ملاحظة أي أعراض غير معتادة. كما أن مشاكل الأوعية الدموية، كنقص التروية المزمن، تؤدي إلى تقلصات بعد الأكل نتيجة نقص الأكسجين في الأمعاء، وهي حالة نادرة لكنها خطيرة إذا لم تُكتشف مبكرًا. بالإضافة إلى التهاب الزائدة الدودية، الذي يظهر كألم مفاجئ في الجانب الأيمن السفلي من البطن، ويصاحبه غثيان وارتفاع في درجة الحرارة، وهو حالة طارئة تتطلب علاجًا سريعًا.
نصائح للحفاظ على صحة المعدة والأمعاء
للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي وتقليل مخاطر الإصابة بأمراض المعدة، ينصح باتباع نظام غذائي متوازن يعتمد على الألياف، الفواكه والخضروات، مع ضرورة الحفاظ على الترطيب وممارسة التمارين الرياضية بانتظام. كما يُفضل تقليل استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، والكحول، والتدخين، إلى جانب إدارة الأمراض المزمنة كداء السكري وارتفاع ضغط الدم. وفي حال ظهور ألم جديد أو مستمر، ينبغي استشارة الطبيب فورًا لتقييم الحالة واتخاذ اللازم.