يبدأ الخريجون في مرحلة التخرج بالتحضير لإجراءات إنهاء الدراسة، من خلال سحب الشهادات الرسمية وتحديث سيرهم الذاتية بشكل احترافي يعكس إنجازاتهم الأكاديمية ومهاراتهم العملية، مما يبرز قدراتهم ويعزز فرصهم في سوق العمل. مع اقتراب موعد التقديم على الوظائف الشاغرة في المؤسسات المختلفة، يتطلعون أيضًا إلى الاستعداد لمقابلات العمل التي تمثل نقطة الانتقال من الدراسة إلى المسار المهني.
أهمية الإعداد النفسي والمهني
لا تتعلق مقابلة العمل فقط بالمؤهلات الأكاديمية، بل تتطلب إعدادًا نفسيًا وذهنياً جيدًا، بالإضافة إلى مهارات تواصل قوية، كما أوضحت أخصائية علم النفس ومهارات التواصل ريهام الهواري. يتطلب النجاح في المقابلة فهماً ذاتياً من خلال طرح أسئلة جوهرية حول من أنت، ولماذا ترغب في الوظيفة، وما الإضافة التي يمكنك تقديمها، فهي الأساس لعرض الذات بثقة ووضوح أمام المقابل.
الحضور الخارجي يعكس الجوهر
يعد الانطباع الأول عن المتقدم خلال المقابلة حاسمًا، حيث إن المظهر الخارجي لا يقتصر على الملابس فقط، وإنما يشمل الهيئة العامة، وطريقة الجلوس، والتواصل البصري، والحيوية في الأداء. فالمقابلة ليست مكانًا لإظهار الخجل أو التردد، بل تتطلب حضورًا إيجابيًا وتفاعلًا يظهر ثقة وتفاؤلاً، لأنها اللحظة التي يمكن أن تصنع فيها الفارق في إنطباعك أمام لجنة التوظيف.
التحضير النفسي لا يقل أهمية عن المهني
يغفل الكثيرون عن أهمية التحضير النفسي، ويهتمون فقط بإعداد الإجابات النموذجية، وهو خطأ، فالثقة والهدوء النفسي يمنحان الشخص قدرة على التفاعل الطبيعي. ينصح بأن يكون المتقدم مستعدًا بذهن متيقظ، ومفعمًا بالفضول المهني، ومستعدًا لطرح أسئلة مهمة بدون خوف أو تردد، مع تجنب الردود التقليدية التي قد تفتقر إلى الأصالة وتفقد الشخصية الحقيقية.
كيفية إظهار القدرات بشكل صادق
يجب على المتقدم أن يوضح كيف يمكن أن يضيف للمؤسسة من خلال قدراته على التعلم والتكيف والمرونة في التعامل مع التحديات. من المهم الحديث عن مشاريع سابقة أو أنشطة جامعية ذات طابع تطبيقي أو قيادي، فهي تظهر نضجًا وتنوعًا في الشخصية، وتوضح القدرة على مواجهة الواقع العملي، وهو ما يريده أصحاب العمل دائمًا.
أخطاء تجنبها أثناء المقابلة
من المهم تجنب بعض التصرفات التي قد تضر بفرصك، منها الإفراط في استخدام ضمير “أنا” بطريقة تظهر الأنا والتمركز حول الذات، مما يعيق فكرة العمل الجماعي. كما أن القول إنك مستعد للعمل في “أي وظيفة” يعكس تشتت الأهداف وغياب الرؤية، مما يقلل من ثقة لجنة التوظيف فيك. المبالغة في عرض المهارات أيضًا قد تتسبب في نتائج عكسية بعد التعيين، لذلك من الأفضل أن تكون صادقًا وتعرض قدراتك بثقة ووضوح، مع تجنب الردود المحفوظة التي تظهر عدم أصالة. وأخيرًا، ينبغي الحذر من الحديث السلبي عن زملاء أو مدربين سابقين أو أماكن عمل سابقة، لأنها تعكس نقص الاحترام المهني وقلة التقدير للآخرين، مهما كانت الأسباب.