ينشغل الخريجون من مختلف المجالات حالياً بإتمام إجراءات التخرج، مثل سحب الشهادات الرسمية وتحديث السير الذاتية بشكل يعكس إنجازاتهم الأكاديمية ومهاراتهم العملية، لتقديم أنفسهم بشكل احترافي في سوق العمل. ويتطلعون أيضاً إلى الاستعداد للتقدم للوظائف الشاغرة في المؤسسات المختلفة، مع ترقب موعد المقابلات التي تعد نقطة تحول من مرحلة الدراسة إلى المسار المهني.
أهمية الإعداد النفسي والمهني
تعد المقابلة الوظيفية فرصة مهمة لا تتعلق فقط بالمؤهلات، بل تتطلب إعداداً ذهنياً ونفسياً جيداً، وهو ما أكدته أخصائية علم النفس ومهارات التواصل، حيث أشارت إلى أن النجاح في المقابلة يتطلب معرفة الذات، والتفكير في أسئلة جوهرية مثل: من أنا؟ لماذا أحتاج لهذه الوظيفة؟ وما الذي يمكنني إضافته للمكان؟ فهذه الأسئلة تساعد المتقدم على عرض شخصيته بثقة ووضوح أمام مسؤولي التوظيف.
الانطباع الخارجي يعكس الجوهر
يؤثر الانطباع الأول عن المتقدم في المقابلة بشكل كبير على فرصه، لذلك يجب أن يهتم بالمظهر الخارجي ويظهر بشكل مرتب وجذاب، مع الانتباه للهيئة العامة، وطريقة الجلوس، والتواصل البصري، وحيوية الأداء، لأن المقابلة لا مجال فيها للخجل أو التردد، وإنما تتطلب حضوراً إيجابياً وتفاعلاً نشطاً، فهذه اللحظة تصنع الفارق الحقيقي في إتاحة فرصة ناجحة.
التحضير النفسي يسبق التحضير المهني
من الضروري أن يركز المتقدم على التحضير النفسي، وليس فقط على الإجابات التقليدية، كي يستطيع التفاعل بشكل طبيعي وواثق. ينبغي أن يحضر بذهن متقد، ويكون مستعداً لطرح أسئلة تهمه، مع الابتعاد عن الإجابات المزيفة أو الجاهزة التي تفقده أصالته وشخصيته الحقيقية، مما يضفي على المقابلة طابعاً أكثر صدقاً وواقعية.
كيفية التعبير عن القدرات بصدق
يجب أن يوضح المتقدم كيف يمكن أن يضيف للمكان من خلال قدراته على التعلم والتكيف والمرونة، مع ذكر تجاربه السابقة أو أنشطته الجامعية التي تتضمن مشاريع تطبيقية أو قيادية، إذ تعكس شخصية ناضجة ومتنوعة، وقادرة على مواجهة تحديات العمل الحقيقي، وهو ما يبحث عنه أصحاب المؤسسات دائماً.
الابتعاد عن الأخطاء الشائعة أثناء المقابلة
من المهم تجنب التصرفات التي قد تضر بفرص النجاح، منها الإفراط في استخدام ضمير “أنا” بطريقة تظهر الغرور أو تمركزاً حول الذات، مما يوحي بعدم القدرة على العمل ضمن فريق، أو قول إنك مستعد للعمل في “أي وظيفة”، مما يعبر عن تشتت في الأهداف وغياب الرؤية الواضحة. كما يجب الحذر من المبالغة في عرض المهارات، لأنها قد تؤدي إلى نتائج عكسية عند عدم القدرة على تطبيقها في الواقع.
وينبغي أن يتحلى المقدم بالصدق، وأن يعرض ما يمتلكه بثقة ووضوح، مع تجنب الردود المحفوظة التي تفقد المقابلة طابعها الشخصي وتجعله تبدو مزيفة، حيث يمكن للمحاور اكتشاف ذلك بسهولة. بالإضافة إلى ضرورة عدم الحديث السلبي عن الزملاء أو أصحاب العمل السابقين، حيث يظهر الشخص غير محترم ولا يقدر قيم الآخرين، وهو ما يقلل من فرص قبوله.